عاجل.. الشرطة تداهم تشكيل عصابى لتهريب المخدرات (محاكاة حقيقية)
محمود الجملعرضت احتفالية وزارة الداخلية بعيد الشرطة، فى حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، محاكاة حقيقية لضبط عناصر تشكيل عصابى شديد الخطورة لتهريب وتصنيع والإتجار بالمواد المخدرة.
وعرضت المحاكاة كيفية متابعة هذه التشكيل العصابى شديد الخطورة، وكيفية ضبطه والوصول إلى أماكن التشكيل العصابي بدقة، عن طريق استخدام أحداث الوسائل التكنولوجية، والوصول إلى مكان تهريب المواد المخدرة، ومراقبة هذه العناصر الإجرامية، وكيفية تحقيق التعاون بين القطاعات الأمنية المختلفة من أجل القبض على هذا التشكيل العصابي، وتم عرض مشاهد لتدريب القوات على الاقتحام والاشتباك مع التشكيلات الإجرامية، وكذلك نقاط المراقبة المختلفة لهذا التشكيل، وغرفة العمليات التى تتابع محاولة الاقتحام، وتأمين عملية الاقتحام بشكل كامل، حتى تم القبض على هذا التشكيل العصابى شديد الخطورة، واستخدام أجهزة متطورة معتمدة دوليا للسيطرة على المجرمين، ليؤكد رجال الأمن شعار "لازم نفضل عيون الوطن".
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام. وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصران المدينة. هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى.. بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز. وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
موضوعات ذات صلة
- بين المؤبد والمشدد.. الحكم على 8 متهمين بـ «خلية داعش حلوان»
- كريم عبد العزيز للرئيس: «إحنا كمان بنعاهدك» (فيديو)
- عاجل.. «أبو الخير» يؤكد دعم مصر للإمارات في مواجهة إرهاب الحوثي
- إصابة 4 أشخاص من أسرة واحدة في حادث تصادم بالبحيرة
- التضامن تتدخل لإنقاذ سيدة مسنة بالشرقية (تفاصيل)
- تراجع مؤشرات البورصة في بداية جلسات الأسبوع
- «القومي لحقوق الإنسان» يهنئ وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ70
- تفكيك 120 بؤرة إرهابية وانخفاض معدل الجريمة.. الداخلية تستعرض إنجازاتها
- عاجل.. رسالة من ضابط شرطة لـ«السيسي» على الهواء
- عاجل.. البرلمان يحيل مشروع قانون تنظيم الخطابة بالمساجد إلى اللجنة الدينية
- البيئة والسياحة يتابعان استعدادات شرم الشيخ لاستضافة «كوب 27»
- عاجل.. أبطال مسلسل «الاختيار2» يشاركون بحفل عيد الشرطة الـ70
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة. وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.
واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952. ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.
وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.