حمدين المنبوذ.. لقد أرسلت إليك قاربين أيها الأحمق! (بروفايل)
عبد العزيز السعدنيهناك شاب كان يغرق في البحيرة، ودعا الله أن ينقذه وقال: يارب لا تدعني أموت الآن، وفجأة ظهر قارب يعرض عليه المساعدة، فقال الشاب: لا شكرًا الرب سينقذني.. وغادر القارب وجاء قارب آخر يسأله إذا كان يريد المساعدة، فرفض وقال شكرا الرب سينقذني.. لم ينج الشاب وغرق وذهب إلى الجنة وعندما قابل الرب قال له لماذا لم تنقذني عندما كنت أغرق؟.. فقال الرب لقد أرسلت إليك قاربين أيها الأحمق!
مشهد من فيلم أمريكي بعنوان «البحث عن السعادة»، بين البطل ويل سميث وابنه جيدن، وربما قد تتشابه القصة الخرافية التي حكاها الابن «جيدن» لوالده مع شخصية خرافية هنا أيضًا في مصر لرجل يحاول أن يبحث لنفسه عن دور باستمرار، لا يقبل سوى بما يُمليه عليه ضميره التائه بين الناصرية المزيفة وملة الإخوان المتأسلمة.
ورغم ادعائه في كل قول أنه ناصري حتى النُخاع، إلا أنه يغفل تمامًا أن الراحل جمال عبد الناصر هو خريج نفس المؤسسة العسكرية التي تخرج منها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولكن يتبع مبدأ واحدًا وهو «أنا ومن بعدي الطوفان»، أو في مشهد كوميدي آخر «أنا سفاح أنا عتريس أنا ستين عتريس في بعض ما بتخافوش مني ليه!».
موضوعات ذات صلة
خرج من منزله صباحا متوجها إلى ضريح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في ذكرى ثورة 23 يوليو، وكله أمل وطموح في الاستقبال الحافل من المتواجدين بالمكان وكأنه بطلا جديدا وصل ليحيي ذكرى زعيم سطر تاريخا جديدا لمصر، لكن عادة ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
حمدين صباحي الذي ظن أنه ما زال مناضلا في أذهان المواطنين يستطيع أن يؤثر في آرائهم وتوجهاتهم، لم يدرك لحظة أنه أصبح منبوذا خاصة وأنه لم يعتد الظهور سوى في المناسبات التي يرى من خلالها أنها فرصة قد تعيده مجددا إلى الظهور و«ركوب الموجة»، كان آخرها اليوم بعد رفض المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، استقبال حمدين صباحي، بضريح الزعيم الراحل في ذكرى ثورة 23 يوليو، بسبب مواقفه وتحالفه مع الجماعة الإرهابية.
بدا التجاهل واضحا من نجل الزعيم الراحل لحمدين صباحي، بعد قراءة الأخير الفاتحة على روح «عبد الناصر» واكتفى فقط بترديد بعض الهتافات، قبل أن يغادر الضريح، دون دخوله الصالون المخصص لاستقبال الزائرين.
خرج «صباحي» كثيرا للحديث عن التيار الناصري الذي يحمل أفكار الزعيم الراحل، ويعلم تماما أن كره جماعة الإخوان الإرهابية لهذا الرجل لم تتوقف أو تقل حدتها حتى بعد مرور 48 عاما على وفاة «عبدالناصر»، ما يطرح تساؤلا كيف ينتمي للتيار الناصري وفي نفس الوقت يتحالف مع أشد أعدائه؟
وأكثر ما جعل «صباحي» منبوذا، سعيه لمصالحه الشخصية وظهوره المتقطع على فترات في مناسبات مختلفة، واستغلاله للأحداث والقفز عليها واستدعاء قوى الفوضى وحشدها ضد الدولة المصرية، وهو نفس المنهج الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية ويتخذ من الفوضى وإثارة البلبلة قواعد له، وظهر ذلك حينما لجأ «صباحي» إلى القنوات الموالية للجماعة الإرهابية التي يعلم أنها تبث سمومها من الخارج ضد البلاد، أثناء مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية.
هل من الممكن أن يُرسل الرب قاربًا ثالثًا لإنقاذ الطفل الأحمق من حماقاته المتكررة؟