الإفتاء: الإسلام أمر بحماية الكنائس
عمرو السعيدذكر المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء، أن حماية أماكن العبادة لغير المسلمين، من الأمور التي حرصت على تأكيدها المؤسسات الرسمية، انطلاقًا من مبدأ الوطنية والأخوة الإسلامية وحسن الجوار وتجنبًا للاضطرابات والفتن، وشدد المؤشر على أن حقوق الإنسان في الإسلام لا تقتصر على المسلم دون غيره بل كل البشر، حيث يشير الحديث الشريف: «ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ».
وأضاف المؤشر في تقرير له، أنَّ السماح بتخريب دور العبادة أو هدمها مخالف لمقصود الشرع الذي من أجله شرع الجهاد، كما قال تعالى: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ» (الحج: 40).
وذكر أن الإسلام دين التعايش، ومبادئه تدعو إلى السلام ولا تُقِرُّ العنف، ولذلك لم يجبر أصحاب الديانات الأخرى على اعتناقه، بل جعل ذلك باختيار الإنسان، في آيات كثيرة نص فيها الشرع على حرية الديانة، مثل قوله تعالى: «لا إِكْرَاه في الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ» (البقرة: 256).
موضوعات ذات صلة
- تفاصيل محاكمة الأمير أندرو.. شهادات واستمرار الجلسات حتى 2022
- ضبط 1017 مخالفة تموينية في حملات مكبرة بدمياط
- عاجل.. مصرع عامل سقط من أعلى سقالة بالقاهرة الجديدة
- قيس سعيد: مواردنا المالية ستكون تحت الرقابة المباشرة
- عاجل.. تشميع 6 مراكز دروس خصوصية ببني سويف
- راضي: الرئيس وجه بدراسة ممتلكات وأصول الدولة غير المستغلة
- عاجل.. إصابة شاب بطعنة نافذة في مشاجرة بالإسماعيلية
- بداية من 15 نوفمبر.. عقوبات تنتظر المتخلفين عن اللقاح بالجامعات
- من الميلاد إلى وصية الدفن معا.. قصة السادات وجيهان في عيد الحب
- السبكي يبحث مع «أكديما» دعم منظومة الإمداد بهيئة الرعاية الصحية
- الرئيس السيسي يوجه بتدقيق كافة تفاصيل مشروع «تنمية الأسرة المصرية»
- عاجل.. السكة الحديد تعيد تشغيل 27 قطارا محسنا على خطوط الوجه البحري
وأوضح أن الإسلام أمر بترك الناس وما اختاروه من أديانهم، ولم يُجبِرْهم على اعتناق الإسلام قهرًا، وسمح لهم بممارسة طقوس أديانهم في دور عبادتهم، وضمن لهم من أجل ذلك سلامة دور العبادة، وأَوْلاها عناية خاصة؛ فحرم الاعتداء بكافة أشكاله عليها.
وأشار إلى أن القرآن الكريم جعل تغلُّب المسلمين وجهادهم لرفع الطغيان ودفع العدوان وتمكين الله تعالى لهم في الأرض سببًا في حفظ دور العبادة من الهدم وضمانًا لأمنها وسلامة أصحابها، سواء أكانت للمسلمين أم لغيرهم، وذلك في قوله تعالى: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ» (الحج: 40- 41).
ولفت إلى أن الفتوى أكدت تحريم الاعتداء على دور العبادة لغير المسلمين وبالتالي تحريم هدم الكنائس أو تخريبها لما فيه من المفاسد والمخاطر ما لا يخفى؛ ففيه تشويه للصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين في الشرق والغرب وتدعيم للصورة الباطلة التي يسعى أعداء الإسلام أن يثبتوها، وفي ذلك ذريعة لكثير من الأعداء الذين يتربصون للتدخل في شؤون المسلمين بغير حق، وقد أمر الشارع بسدِّ الذريعة المؤدية إلى إفسادٍ أو إضرارٍ بالعقيدة والتوحيد حتى لو كان الفعل جائزًا في نفسه؛ قال تعالى: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأنعام: 108).وأكد أن المسلمين مكلفين شرعًا بتحقيق الأمان لأهل الذمة في أداء عباداتهم، وإذا كان الإسلام أمر أتباعه بعدم التعرض للكنائس ودور العبادة بهدمٍ أو تخريب، فإنَّ هذا يقتضي السماح لهم بإعادتها وترميمها إذا انهدمت أو تصدعت أو احتاجت للترميم، وعلى ذلك جماهير الفقهاء، وهو المعتمد عند المذاهب الفقهية الأربعة.