جثة في مكان مهجور.. تفاصيل قتل غدر لشاب جامعي في أسيوط بسبب الخطوبة
رمضان احمدقبل 17 عامًا وتحديداً عام 2004 عثرت قوات الأمن بقيادة اللواء زكريا حجازي الذي كان يشغل حينها منصب رئيس قطاع شرق بمديرية أمن أسيوط برتبة عقيد على جثة مجهولة الهوية، تعود لشاب مصاب بطلق ناري وملقى في أحد الأراضي الزراعية المتطرفة.
يروي اللواء حجازي تفاصيل الحادث الذي كان غامضاً في البداية حتى تمكنوا من العثور على طرف خيط لفك لغز الجريمة.
يقول اللواء حجازي إنّ الجريمة لا تزال عالقة في ذهنه بجميع تفاصيلها، وذلك لغرابة السبب وراء ارتكابها، حيث يصفها أنها من أكثر الجرائم التي وقف متعجباً أمام دوافعها، مضيفًا: «في أحد الأيام تلقينا بلاغًا من أهالي محافظة أسيوط إنهم عثروا على جثة شاب مقتول ومرمية في الزراعات ومش عارفين مين الشخص ده».
موضوعات ذات صلة
- اشعلت النار في نفسها.. العثور على جثة سيدة محروقة في قنا
- يوسف الرفاعي.. قصة بطل أثار إعجاب مشاهدي الاختيار2
- القبض على المتهم بقتل شخص بالخطأ في الحوامدية
- إثيوبيا: مقتل وإصابة 3 أشخاص إثر انفجار في أديس أبابا
- التفاصيل الكاملة لمقتل عامل في كفر الشيخ على يد زوجته وعشيقها
- انتحار منفذ الحادث.. مقتل 3 بولاية تكساس الأمريكية في إطلاق رصاص
- عاجل.. النيابة تباشر التحقيق في واقعة نبش وحرق جثة ممرضة حلوان
- المرأة والشاكوش.. قتلت زوجها ودفنته تحت السرير بإمبابة
- كواليس محاكمة مودة الأدهم وحنين حسام في قضية الإتجار بالبشر
- الكنيسة تنعى نبيل حبشي: أعمال الإرهاب ستزيدنا عزما على الوحدة الوطنية
- القبض على متهم بقتل شخصين على الطريق الصحراوى بالمنيا
- عاجل.. المحكمة تأمر بضبط حنين حسام وحبسها على ذمة القضية
يتابع: «انتقلنا لمكان الجثة ولقيناه شاب يبدو من مظهره إنه مش من أهل أسيوط وده اللي دفعنا إننا نشك إنه يكون طالب في الجامعة ومغترب».
لم يكن تخمين اللواء حجازي حينها مجرد تكهنات لا دليل عليها: «المجني عليه كان لابس شورت وتيشيرت وكوتشي وده اللي خلانا نقول إنه مش من أسيوط لأن الملابس دي وقتها كانت في الغالب للشباب اللي جايين من القاهرة أو إسكندرية»، وانطلاقاً من ذلك الاستنتاج بدأت رحلة البحث داخل مباني جامعة أسيوط لاكتشاف هوية الطالب.
وواصل حجازي: «تاني يوم من اكتشاف الجريمة طبعنا صور الشاب وعرضناها على الطلاب في الجامعة على أمل أن يتعرف عليه أحد، وفي آخر اليوم كنا قد وصلنا لاسم الضحية وسنه وأغلب المعلومات عنه».
72 ساعة فقط استغرقها ضباط المباحث برئاسة اللواء حجازي لكشف النقاب عن مرتكب الواقعة، ويروي حجازي: «بعد التحريات توصلنا أن الضحية شوهد آخر مرة بصحبة شخص عاطل وطالب في ثانوية عامة، وبعد التحريات توصلنا أن لهم علاقة بالواقعة، وبعد البحث اكتشفنا أن العاطل هو الذي ارتكب الجريمة واستغل طالب الثانوية العامة لتوريطه وهدده إنه لو اتكلم عن حاجة هيقتله زي المجني عليه».
يسرد حجازي سبب الواقعة: «المجني عليه كان شاب من أسرة ميسورة مادياً وده انعكس على شكله الأنيق وأغلب البنات كانوا بيحبوا يبقوا أصحابه لأنه كمان كان من الناس اللبقة في الكلام وده خلاه يشعر بالغرور والتعالي».
تقاطعت طرقات المجني عليه والمتهم صاحب الـ27 عاما، وأصبحوا أصدقاء مقربين رغم الفارق الكبير بينهم في المستوى التعليمي والاجتماعي، ويتابع: «المتهم خطب تلات مرّات وفي كل مرّة كان بيروح يقول للضحية عشان يفرح له لكن الأخير كان بيقوله إن خطيبته بنت مش كويسة وإنه كان على علاقة بيها أو إنه يقدر يوقعها في شباكه بسهولة ويخليها تسيب صاحبه، الأمر الذي أصاب الشاب بالغضب الشديد وأثار حفيظته ولم يستطع تمالك أعصابه، في آخر حوار دار بين الاثنين المتهم قال للضحية أنت عايز يعني تكرهني في البنات، طيب تعالى عايز أقابلك ونتفاهم ليه بتعمل كده وبتكلم البنات اللي بخطبهم وتخليهم يتشدوا ليك».
لم يكن المجني عليه يعلم ما يخطط له صديقه، وحضر إلى المكان المتفق عليه للمقابلة «المتهم وصل المكان وكان معاه شاب تاني بعربية وقال للضحية يركب معاه عشان يتكلموا في مكان بعيد، طبعا القتيل مكنش متوقع أي غدر وركب معاهم والمتهم قال لسائق السيارة يتجه لمكان زراعي مهجور بحجة إنهم عايزين هدوء، بمجرد إطفاء محركات السيارة ترجل المتهم رفقة المجني عليه وابتعدا عن السيارة التي كان مالكها ينتظر داخلها».
وأضاف: «المتهم بطء مشيته فالمجني عليه سبقه وبقى أمامه ثواني قليلة وكان الجاني جهز مسدسه، وضرب عيارا ناريا على الأرض فالضحية اتخض وجري وفي اللحظة دي المتهم ضرب طلقة استقرت في رأس صديقه من الخلف، ووقع جثة على الأرض في الحال».
عقب سماع دوي الأعيرة هرول مالك السيارة نحو الصوت ليفاجأ بجريمة القتل وأصيب بحالة هيستيرية وانهيار تام وعاد إلى سيارته ليبتعد عن المكان، إلاّ أنّ القاتل هدده أن مصيره سيكون الموت بالطريقة ذاتها في حال قرر البوح بما حدث: «قبضنا على المتهم من بيته وكان يمارس حياته بشكل طبيعي لإبعاد الشكوك عنه واتحال للمحاكمة الجنائية».