الشك يدمر أسرة في رمضان: الزوج قتل أم العيال ثم مات حزنا

في فجر رمضان الماضي، تسلل الشك إلى بيت أسرة صغيرة من زوجين وطفلتين، بعد حياة مستقرة وهادئة استمرت 7 أعوام، إلا أن «شيطان الشك» اقتحم كل الحواجز، اقتحم «بَركة رمضان» وحرم الأسرة من الاستقرار ومن «بركة السحور» أيضا، وقرر السيطرة على عقل الزوج ليدفعه إلى إنهاء حياة «أم العيال» أمام الطفلتين في الشهر الفضيل، ثم يموت الأب القاتل بعد ذلك لتأثره نفسيا بجريمته البشعة، تاركا طفلتيه في موقف شديد الألم لن تمحوه الأيام.

بينما تنتظر الأسرة موعد سحورها، نشبت مشاجرة بين الزوج «عبد المهدي» البالغ من العمر 37 عامًا، وبين زوجته «نانسي» صاحبة الـ 28 عامًا، وجه لها الزوج تهمة الخيانة مع صديق له، ليتطور الأمر بشكل سريع، قبل أن يندفع «عبدالمهدي» نحو زوجته وفي يده سكين، مسددًا لها 12 طعنة، فقدت «نانسي» على إثرها حياتها وسقطت أرضًا لا تحرك ساكنًا.

الأصوات الناتجة عن مشاجرة الزوجين وما تبع ذلك من عملية قتل، تردد صداها داخل العقار الذي يعيشان فيه في منطقة الفردوس بمدينة السادس من أكتوبر، ليقوم أحد السكان بإبلاغ الشرطة، التي انتقلت على الفور إلى موقع الحادث، لتجد الزوجة وقد لفظت أنفاسها الأخيرة داخل غرفة نومها متأثرة بإصاباتها، ومن حولها طفلتاها، بينما كان الزوج مصدومًا، لتلقي قوات الأمن القبض عليه، بعد تحفظها على جثة الضحية وعلى الطفلتين.

بعد انتهاء قوات الأمن من عملها في مسرح الجريمة، قامت باقتياد الجاني إلى ديوان القسم لمناقشته حول ملابسات ارتكابه لهذه الجريمة، وفيها اعترف الزوج بجريمته، وقال إن دافعه وراء ذلك هو شكه في سلوك المجني عليها، وأنها كانت على علاقة مع صديق له، الأمر الذي أثار جنونه ودفعه لقتلها.

تم تحرير محضر بالواقعة، أثبت فيه أقوال الشهود من الجيران وأسرة المجني عليها وأقوال الجاني، وأخطرت النيابة العامة، التي باشرت التحقيق ووجهت للجاني تهمة القتل العمد، وأمرت بحبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات.

 

 

 

 

ويبدو أن وقع الجريمة كان كبيرًا على الجاني، فهو لم يتحمل كثيرًا بعد ارتكاب جريمته، فأثناء حبسه على ذمة القضية ساءت حالته النفسية، قبل أن يصاب بحالة من التشنجات التي نقل على إثرها إلى المستشفى، وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة، ليلحق بزوجته التي قتلها منذ أيام.