هل يشعر الميت بالزمن؟.. لن تصدق الإجابة
كتب محمد محموديبدأ المتوفي حياته الثانية بمُجرد دخوله القبر، فلا تنتهي الحياة بموت الإنسان بل إنه فقط ينتقل من الحياة الدُنيا إلى الحياة الآخرة عن طريق الموت، والحياة الآخرة أول منازلها القبر، فهو طريق العبور من الدُنيا إلى الآخرة.
فإن جاء أمر الله تعالى وأقام الساعة، فحين ذلك ينتقل أهل القبور من مرحلة الموت إلى مرحلة البعث والحساب، ليعرف كل انسان منزلته بين الجنة والنار. ولكن هل يعرف الميت الوقت الذي يقضيه في قبره؟
عودة الروح
موضوعات ذات صلة
- السيسي يعلن انطلاق التشغيل التجريبي لـ التأمين الصحي الشامل في 3 محافظات
- تحت ستار المساج.. تفاصيل القبض على متهم بالترويج لممارسة الجنس
- البحرين: ندعم جهود العراق لاستقرار أراضيه
- وزير النقل يحضر فعاليات عدد من لجان اختبارات المهندسين الجدد
- عاجل.. ثنائي الأهلي على رادار نادي أوروبي كبير
- الفار: إنشاء وتطوير 211 مشروعا طبيا بإجمالي 12 ألف سرير منذ 2014
- عاجل.. السيسي يفتتح 4 مستشفيات عسكرية بالفيديو كونفرانس
- ضياء السيد يهاجم موسيماني لهذا السبب
- السيسي: إنجاب أكتر من طفلين هيبقى مشكلة كبيرة جدا
- عاجل.. السيسي: الزيادة السكانية ستكلف الدولة 60 ألف فصل تعليمي سنويا
- تمهيدا لمناقشته.. البرلمان يحيل قانون التنمر على ذوي الإعاقة للجان
- عاجل.. مجلس النواب يناقش مشروع قانون تجميع البلازما
ثبت عن رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، إن الميت إذا توفاه الله، فإن روحه تُعاد له في قبره، ويُسأل عن ربه ودينه ونبيه عليه الصلاة والسلام، فيُثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
فيقول المؤمن ربي الله وديني الإسلام ونبيي مُحمد صل الله عليه وسلم، أما الكافرون فإنهم لا يستطيعون الإجابة على أسئلة الملائكة في القبر، ولكن هل يشعر الميت بالوقت في القبر؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ".
الشعور بالزمن
فإن الميت لا يشعر بمرور الزمن إلا شيئاً قليلاً، بل إن شعور الميت بذهاب الوقت أقل بشعور النائم به، فيقول ابن عثيمين رحمه الله: "اعلم ان الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعاً كأنه ليس بشيء".
وقد أمات الله تعالى رجلاً لمدة مائة عام ثم أحياه وبعثه، فسأله عن المدة التي قضاها في موته فقال الرجل، يوماً أو بعض يوم، فأخبره الله تعالى أنه قد أُميت لمدة مائة عاماً.
بسم الله الرحمن الرحيم "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وكانت الفترة التي مكثها ذلك العبد هي مائة عام، كذلك أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة عاماً وازدادوا تسعة، وهو نوم والنوم ليس كالموت، فالموت أسرع في ذهاب الوقت.
وهؤلاء الأموات الذين ماتوا منذ سنين طويلة، تجدهم كأنهم لم تمر عليهم ظهوراً كثيرة، فكأنهم ماتوا الآن فقط.
الشعراوي
وقد أكد فضيلة الشيخ مُحمد متولي الشعراوي رحمه الله، أن الميت لم يشعر بالوقت أبداً، كما هو الحال بالنسبة للنائمين الذين يستيقظون ولا يعرفون كم الوقت استغرق نومهم.
فإن حساب الوقت يأتي من تتبع الوعي للأحداث في الزمن، والنائم لا تحدث معه أية أحداث، واستشهد فضيلة الشيخ الشعراوي بقول الله تعالى: "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا".
فالعبد بمجرد أن يموت وينتقل إلى حياة البرزخ تقوم قيامته، ويعيش الميت في نعيم القبر أو عذابه، وعذاب القبر هو لون من ألوان العذاب التي يُعذب به الكافر يوم القيامة. نعوذ بالله من ذلك.