السيسي لـ رئيس الكونغو: النيل شريان حياة جامع لدول الحوض

رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئيس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، والوفد المرافق له في بلده الثاني مصر، في أول زيارة له إلى القاهرة، متمنيا له وللوفد المرافق إقامة طيبة ومثمرة.

وأعرب الرئيس في كلمته اليوم، خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، عن تقديره البالغ للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وشعبها مع الكونغو، من خلال روابط أزلية، وتاريخية مشتركة، ترجع إلى فترات التحرر الوطني في بلدان قارتنا الأفريقية خلال القرن الماضي، التي تجسّدت في خصوصية العلاقات التي جمعت مصر بزعماء وقادة جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدار عقود.

وأضاف الرئيس السيسي: «أجريت مع أخي الرئيس تشيسيكيدي مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تبادلنا خلالها الرؤى ووجهات النظر تجاه العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى نحو عكس إرادتنا السياسية نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين».

وتابع الرئيس: «أكدنا عزمنا على الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب للتعاون الثنائي، من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المصرية في الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الاتفاق على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة».

وأكد الرئيس السيسي: «اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية، وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونغو الديمقراطية الشقيقة في مختلف القطاعات».

وأوضح الرئيس: «تناولت مباحثاتنا تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري، وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤية مصر المستندة إلى كون نهر النيل مصدرا للتعاون والتنمية وشريان حياة جامع لشعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا آخر المستجدات الخاصة بقضية السد الإثيوبي ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد».

وشدد رئيس الجمهورية، على أنّه «أعدت التأكيد خلال المباحثات على موقف مصر الراسخ حيال دعم جهود تثبيت السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة، واستمرار مصر في العمل بشفافية وبدافع من اعتبارات الصداقة والأخوة على مساندة الجهود الكونغولية الوطنية الرامية إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الداخلي، بما يفتح آفاق التنمية والرخاء لجموع الشعب الكونغولي ويحفظ هياكل ومؤسسات الدولة ومقدراتها، للاستمرار في مسار التحول الديمقراطي المؤسسي».

وزاد الرئيس: «تزامنت زيارة أخي الرئيس تشيسيكيدي مع قرب تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي، وأود التأكيد على دعمنا الكامل له خلال فترة رئاسته للاتحاد وثقتنا في قيادته الحكيمة للعمل الأفريقي المشترك، ونجاحه في قيادة القارة خلال تلك المرحلة التي تشهد عددا من التحديات، وعلى رأسها تعزيز جهود احتواء تفشي فيروس كورونا، والقضاء على خطر التطرف والإرهاب، إضافة إلى تفعيل التكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة».

ولفت «السيسي» إلى أنّه يتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق، لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، متمنيا للكونغو الديمقراطية كل الخير والاستقرار والرفاهية، كما جدد ترحيبه بالوفد المرافق للرئيس الكونغو الديمقراطية في بلده الثاني مصر».