نص كلمة أبو الغيط في جلسة البرلمان العربي الثانية من دور الانعقاد الأول
أحمد المالحألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة فى جلسة البرلمان العربى الثانية من دور الإنعقاد الأول للفصل التشريعى الثالث، وجاء نصها كالتالى:
معالي الأخ عادل بن عبد الرحمن العسومي
رئيس البرلمان العربي
موضوعات ذات صلة
- على عبد العال يستقبل عادل العسومى
- عاجل.. الرئيس الفلسطيني يستقبل أبو الغيط
- عاجل.. السيسي يستقبل أبومازن في القاهرة غدا
- مايا مرسى تطالب الجامعة العربية بوضع خطوط استرشادية للتعامل مع احتياجات المرأة
- برعاية الإمارات.. مصر تحصد 4 جوائز فى جائزة التميز الحكومى العربى
- أبو الغيط يهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن
- نبيلة مكرم: لم ندخر جهدًا في حث الجاليات المصرية على المشاركة في الانتخابات
- لمتابعة انتخابات مجلس النواب.. فايق يستقبل رئيس بعثة جامعة الدول العربية
- أبوالغيط يثنى على دور سلفا كير فى اتفاق جوبا
- سمير فرج رئيسا لفريق الخبراء لحماية المستهلك بجامعة الدول العربية
- وزير التعليم العالي لجنوب السودان في ضيافة أحمد أبو الغيط
- بسبب كورونا.. أبوالغيط: تراجع إيرادات شركات الطيران بـ36 مليار دولار
معالي الدكتور علي عبد العال
رئيس مجلس النواب المصري
معالي المستشار عبد الوهاب عبد الرازق
رئيس مجلس الشيوخ المصري
السيدات والسادة الأعضاء
اسمحوا لي أن أرحب بالحضور جميعاً في بيت العرب.. في جامعة الدول العربية.. التي نسعد دوماً بأن يظللنا سقفها وأحسب أننا كعرب سنظل دائماً في احتياج إليه.
أتقدم بالتهنئة إلى الأخ عادل بن عبد الرحمن العسومي بمناسبة انتخابه رئيساً للبرلمان العربي وأتمني له التوفيق في إدارة أعمال هذا الكيان العربي الناهض والهمام وهو البرلمان العربي.
لا يغيب عن أحد منا ما تمر به المنطقة العربية في هذه الآونة من تغيراتٍ عميقة ومتسارعة.. بما يستدعي يقظةً في المتابعة والمراقبة.. وسرعةً في الفعل والأداء.. وقوةً في الموقف والرأي.. ذلك أن فترات التغير والتحول.. تكون عادةً هي الأصعب والأكثر خطورة في حياة الأمم والشعوب.
إن الأجندة العربية حافلة بالقضايا والموضوعات.. أغلبها مُلح وخطير.. من الاقتصاد إلى السياسة.. ومن العلاقات الخارجية إلى القضايا الاجتماعية.. وكلها قضايا تشغل المواطن العربي في كافة دولنا العربية.. ذلك المواطن الذي تحملون - أنتم أعضاء البرلمان العربي - قضاياه وتعبرون عن طموحاته وآماله.
فالتحديات التي تواجهها المنطقة غير مسبوقة.. خاصة على الصعيدين الأمني والاستراتيجي.. فما زال هناك جيرانٌ لنا في الإقليم يتبنون سياساتٍ وينخرطون في ممارساتٍ تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعاً.. ويتعين أن تكون استجابتنا لهذه التحديات القادمة من جوارنا المباشر جماعيةً وشاملةً.. فهذا ما يُعزز موقفنا العربي، ويدعم أمننَا منفردين ومجتمعين.. ولطالما تبنى برلمانكم الموقر مواقف قوية وواضحة.. تعكس هذه النظرة الشاملة لأمننِا العربي، وتُعبر عن شواغل الشعوبِ بالذات حيال التدخلات غير الحميدة في الشئون الداخلية لدولِنا.
ومع كل تلك الأحداث والمستجدات.. تبقى القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على رأس التحديات... ولن نصمت عن هذا إطلاقاً. إنني أثمّن دور البرلمان العربي وأداءه المميز، منذ إنشائه، في هذا الموضوع الرئيسي للعرب.. خاصة إزاء مستجدات الفترة الأخيرة مثل رفض المساس بالوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس ورفض القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها وغيرها.
لقد واجهت القضية الفلسطينية في فترة الإدارة الأمريكية الحالية والمغادرة مساعي محمومة للقضاء على حل الدولتين من دون تقديم بديل عادل وقابل للاستدامة.. ولم تسع في الحقيقة إلا الي استمرار الاحتلال بصورته البغيضة والعنصرية.. ونأمل أن تشهد الفترة القادمة تحركاً جاداً على صعيد إحياء العملية التفاوضية وصولاً إلى تسوية سلمية تُنهي الاحتلال وتؤسس لسلام حقيقي.. مُستدام وشامل.. في المنطقة بأسرها.
إن اجتماعكم اليوم يتزامن وذكرى انعقاد أول جلسة للبرلمان العربي بهذا المقر منذ ثماني سنوات.. يوم 12 ديسمبر 2012.. وذلك بعد اعتماد نظامه الأساسي بموجب قرار القمة العربية في بغداد.. منذ ذلك الوقت أصبح البرلمان العربي محفلاً عربياً يمثل قوةَ دفعٍ شعبية لمنظومةِ عملٍ عربيٍ تقوم على خدمة المصالح المشتركة للشعوب.. ومن المهم أن يستمر البرلمان العربي في الاضطلاع بهذا الدور الهام لأن منظومة العمل العربي في حاجة إلى اسنادٍ شعبي حقيقي وفاعل.. وإلى عمل مؤسسي دؤوب ومتواصل.
وفي هذا السياق أتوجه بالتهنئة إلى السيد رئيس البرلمان على تأسيس مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية.. والذي يُعَدُ خُطوةً للأمام نحو تطوير العمل الدبلوماسي البرلماني العربي.. من أجل تأسيس قاعدة واسعة على دراية وفهم حقيقيين بطبيعة الدبلوماسية البرلمانية وإمكانيات توظيفها بشكل أكبر لخدمة المصالح العربية.. فهي أداةٌ مهمة للتواصل مع العالم وتكتسب أهمية متزايدة خلال المرحلة القادمة التي تتطلب -في تقديري- جهداً أكبر وأكثر خبرة ودراية في طرح الموضوعات العربية الهامة.
ختاماً، أعبر عن كل التقدير والشكر للبرلمان الموقر على ما يبذله من جهد وعطاء على كافة الأصعدة.. بما يتكامل مع بقية مؤسسات العمل العربي المشترك، ويتضافر معها ويدعمها.. وأتعهد أمامكم بمواصلة الدعم والتنسيق من جانب الأمانة العامة لكم ولجهودكم خدمةً لقضايا أمتنا ومصالحها الممتدة.
تبقى نقطة أخيرة، لا يفوتني أن أعبر عن عميق التحية لهذه الشخصية الرائعة التي تجلس في وسط القاعة، الأخ العزيز والشقيق الأكبر وأستاذ الجميع الأخ عمرو موسى، لك كل التحية والتقدير.
شكرا لكم