كورونا يضرب شعبية رئيس وزراء إيطاليا
أ ش أذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي يتعرض حاليا لانتقادات حادة أفقدته شعبيته التي اكتسبها بعد نجاحه في التعامل مع الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في ضوء ارتفاع حالات الإصابة اليومية مرة أخرى واضطرار حكومته لفرض قيود جديدة.
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن كونتي كان يواجه قبل عام واحد أزمات داخلية متعددة وكان مسؤولا عن حكومة غير مستقرة مكونة من حزبين أمضيا السنوات الخمس الماضية كأعداء لدودين ومتشاحنين، وكان القلة في روما يعتقدون بأنه سيستمر لفترة أطول من 6 أشهر.
وبعد مرور 12 شهرًا، وفي خضم أزمة الوباء، تفاجأ الكثيرون بأن كونتي لا يزال يقود هذا التحالف المتهالك بين حركة الخمس نجوم والحزب الديمقراطي، ولكن بعد أن نال استحسانا لتعامله الهادئ مع أكبر الأزمات الاقتصادية والصحية في تاريخ إيطاليا بعد الحرب العالمية، فإنه يواجه الآن أكبر تحد لرئاسته للوزراء حتى الآن.
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن فالنتينا جنتيلي، أستاذة مساعدة في الفلسفة السياسية بجامعة لويس في روما، قولها: "إن استراتيجية كونتي كانت تتسم منذ بداية الأزمة بالصرامة والصدق مع الدولة، ومن خلال القيام بذلك، جسّد كونتي صورة السلطة التي يريدها الناس في ذلك الوقت".
لكن بحلول يوم أمس الأول، ومع استشراس الموجة الثانية من كورونا في إيطاليا واندلاع الاضطرابات العامة في المدن الرئيسية بالبلاد، ألقى كونتي خطابا تلفزيونيا أعلن فيه عن قيود جديدة تضمنت إغلاق المطاعم والحانات في الساعة 6 مساءً لمدة شهر على الأقل، مما أثار ردود أفعال كانت أقل تعاطفًا.
وانتهزت المعارضة اليمينية في إيطاليا الإجراءات الجديدة التي بشرت بالعودة إلى الإغلاق الوطني الجزئي كدليل على أن استجابة كونتي التي حظيت بالثناء أبان الموجة الأولى لم تنجح في الواقع.
ومع ظهور أنباء تفيد بأن المتحدث باسم كونتي وطبيبه الخاص روكو كاسالينو قد ثبتت إصابته بفيروس كورونا، شن ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة المناهضة للهجرة، انتقادات لاذعة ضد كونتي وأدان الإجراءات الجديدة، بحجة أنها ستدمر بالفعل اقتصاد مضروب.
وهدد سالفيني ببدء إجراءات قانونية لوقف مرسوم كونتي، وقال إن إغلاق المطاعم التي كافحت للالتزام بقواعد مكافحة فيروس كورونا يعد بمثابة خيانة.. فيما قالت جيورجيا ميلوني، زعيمة حزب «إخوة إيطاليا» المعارض، إن حكومة كونتي يجب أن تدفع الأموال على الفور لجميع الشركات التي ستتضرر من الإجراءات الجديدة.
وأكدت أنه "يتعين على كونتي تقديم الاعتذار والتعويض بزعم أنه ليس من الصواب تجريم قطاع بأكمله بعد أن أعطته الدولة وصفات معينة حتى يتمكنوا من إعادة فتح أعمالهم بأمان".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أقوى دليل على حالة الزخم الراهنة في الشارع الإيطالي تجلت في نهاية الأسبوع عندما اندلعت أعمال شغب في مدينة "نابولي" كرد فعل على احتمال فرض قيود جديدة، حيث قامت مجموعة من المتظاهرين، بعضهم على صلة بجماعات يمينية متطرفة، بالاشتباك مع الشرطة.
واندلعت احتجاجات في مساء يوم أمس الإثنين ضد الإجراءات الجديدة لكونتي في جميع أنحاء إيطاليا، مع ظهور لقطات لمجموعة صغيرة في ميلانو تلقي زجاجة مولوتوف على سيارة للشرطة. أما في مدينة ليتشي الجنوبية، هرعت مجموعة من المتظاهرين إلى حاجز للشرطة مرددين هتافات "حرية حرية".
وتعرض كونتي للهجوم بسبب تصريحه في عطلة نهاية الأسبوع بأن الإجراءات ستسمح للإيطاليين بالاحتفال بأعياد الميلاد ولكن بشكل "هادئ"، وكتب السياسي اليميني والصحفي ريناتو فارينا أن رئيس الوزراء هدد الإيطاليين بالمزيد من الإجراءات المؤلمة "إذا تحولوا إلى مواطنين سيئين".