ما هو ن الذي ذكره الله تعالي في سورة القلم؟

إن فهم القرآن وتدبره موهبة يعطيها الله تعالي لمن صدق في طلبها، وسلك الأسباب الموصلة إليها. أما المنشغل عن القرآن بالدنيا وشهواتها فقد خسر خسرانا كبيرا. وروى النسائي وابن ماجة والحاكم بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ"، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ:"هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ".

و تعدُّ سورة القلم من السور المكية، التي نزلت علي النبي محمد في مكة المكرمة، رقمُها 68 من حيث الترتيب في المصحف الشريف ، وعددُ آياتِها 52 آية، سمِّيت بسورةِ القلم بسببِ قَسم الله تعالى بالقلمِ في بدايتها "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ". وتُسمَّى أيضًا سورةُ نون، بسبب ذكر الله تعالى لحرف النون في اول السورة. وقد تضمنت هذه السورة الكريمة تبرئة عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من التّهمِ الباطلة التي اتَّهمه بها المشركون، و الحديث عن عذابِ الذين يمنعونَ الزكاة. كما أشارت إلى حال النبيّ يونس -عليه السلام- في قلَّة صبره.

و قد اورد الطبري في تفسيره لهذه السورة انه اختلف أهل التأويل في تفسير قوله تعالي: ( ن ) فقال بعضهم: انه الحوت الذي عليه الأرَضُون. وقال آخرون أن ( ن ) حرف من حروف الرحمن، و أنها الدواة، و أنها لوح من نور، و أنها قَسَم أقسم الله به، و قال غيرهم انها حرف من حروف المعجم.