قصة صحابي رفضت الأرض دفنه بعد موته ودعا عليه النبي بعدم المغفرة
كتب أحمد عبداللهنشاهد كل يوم ونطالع في بعض وسائل الإعلام وعلى صفحات السوشيال ميديا كثيرًا من الناس يحسبون أنفسهم أوصياء على دين الله في الأرض ، فيصدرون أحكامًا على خلق الله ، بالفسق والفجور تارة ، والإلحاد والكفر تارة أخرى ، يشمتون بموت إنسان علي دين الإسلام بدلا من أن يترحمون عليه ، ويتوعدونه بالسعير وبئس المصير ؛ ربما لأنه كان يخالفهم الرأي أو لأنه كان يسير علي غير هواهم.
ولعل هذا كان أحد أسباب التطرف الديني لدى بعض أصحاب هذه الأفكار ، حتى أنهم قاموا بعمل تنظيمات تكفيرية غرضها قتل عباد الله بغير حق تحت شعار الجهاد في سبيل الله والدفاع عن دين الله ، والله منهم ومن أفعالهم برئ.
وقد زخر التاريخ الإسلامي بالقصص التي وردت إلينا من زمن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وصحابته لتنهانا عن هذه الامور ، كما حملت لنا الكثير من العبر والعظات ؛ لتعلمنا دروس عملية في ديننا كي لا نقع في معاصي وذنوب ، تعد عند الله من الكبائر .
موضوعات ذات صلة
- دراسة: شعائر الحج لم تنقطع على مدى التاريخ الإسلامي
- لماذا تلجأ فتيات تيك توك إلى الحجاب أثناء محاكمتهن في التحريض على الفسق والفجور؟
- في خطوبتها .. شام الذهبي تستعين بأغنية 2 لمون وشجرة (فيديو)
- إطلالة جذابة .. ورد الخال تخطف الأنظار على إنستجرام
- إطلالة رائعة .. أصالة تشعل إنستجرام
- الرقابة الإدارية تحذر من نشر بيانات غير صحيحة على السوشيال ميديا
- بإطلالة كاجوال .. نوال الزغبي تشعل إنستجرام
- روان بن حسين تؤكد طلاقها من زوجها بعد خيانته ونقله المرض لها
- أبيض وأسود .. أحمد فلوكس يخطف الأنظار على إنستجرام
- تفاصيل جديدة بشأن القبض على فتاة التيك توك بسنت محمد
- كيف هددت جماعة الإخوان الدين الإسلامي؟
- بلاغ ضد فتاة تيك توك جديدة نشرت صور فاضحة تثير السوشيال ميديا
وقصة اليوم عن صحابي يدعي " محلم بن جثامة الليثي " ، الذي أسلم وصلى وصام وجاهد في سبيل الله ، لكنه وقع في ذنب عظيم ، جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم _ يدعو الله بالأ يغفر له ، وحين مات ودُفن لفظت الأرض جثته ، حتى أنهم اضطروا لرميها بين جبلين وألقوا فوقها الصخور ، وأكلتها السباع ، فماذا فعل "محلم الليثي " كي تكون هذه نهايته ؟؟.
بدأت القصة حين كان يستعد النبي- صلى الله عليه وسلم- لغزوة أهل مكة ، فقام بإعداد سرية تتكون من ثمانية جنود كان من بينهم " محلم الليثي " ، وكان يقود السرية "قتاده بن ربيعي" ، وأرسالها النبي إلي جهة تسمي " بَطْن إِضَم" ، وكان الغرض منها ، هو مراوغة الأعداء كي يظنوا ان جيش المسلمين يسير في هذا الاتجاه .
ولما وصلت السرية إلي موضع "بطن إضم " ، مر عليهم رجل يدعي "عامر بن الأضبط الاشجعي " وكان يرعي غنمه ، فألقي عليهم تحية الإسلام ، ولكن أحد منهم لم يرد عليه التحية ؛ بسبب علمهم عن وجود بغضاء وخلاف كبير بينه وبين "محلم الليثي " ، ليس هذا فحسب ، بل أنهم ظنوا أن إلقاء "عامر الاشجعي " عليهم تحية الإسلام ليست سوى خدعة منه فلم يكن دخل الإسلام بعد ، فهم "محلم الليثي " وقتله وأخذ بعيره ومتاعه كله ، ثم أنهوا السرية وعادوا إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وهنا نزل قول الله -سبحانه وتعالى في الآية 94 سورة النساء "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" ،صدق الله العظيم .
وذهب "محلم الليثي " إلي الرسول ، شاعرًا بالخجل مما قام به ، تدمع عيناه ، وجلس بين يدي رسول الله ، مبديًا ندمه وتوبته عما فعله ، وسأل النبي أن يدعو له بالمغفرة ، غير أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له " لا غفر الله لك " ، فبكي وسأل النبي مرة اخرى ان يدعو له بالمغفرة ،فرد النبي قائلا " لا غفر الله لك " وكررها للمرة الثالثة فما كان من النبي غير أنه كرر الدعاء عليه بعدم المغفرة فانصرف باكيًا حزينًا .
ومرت الأيام ومات "محلم بن جثامة " ودفنه قومه ، غير أنهم فوجئوا بعد دفنه أن الأرض لفظت جسده ، فدفنوه مرة أخري غير أن الأرض لفظت جسده مرة أخرى ، فألقوه بين جبلين وألقوا عليه الصخور وأكلته السباع .
وحين سئل رسول الله عن سبب رفض الأرض لقبول جسد "محلم الليثي " ، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الأرض قبلت من هو شر من "محلم" ولكن الله أراد أن يعظم من حرمتكم (أي من حرمه الدم).
كما قال الشيخ الشعراوي-- رحمه الله- " إن الرسول -صلى الله عليه وسلم - دعا علي "محلم الليثي" بعدم المغفرة ؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قد كشف للنبي عن نية "محلم " حين هم بقتل "عامر الأشجعي " وكانت بدافع الكراهية والبغضاء بينهما وليست دفاعًا عن الدين كما قال