الحل في يد مصر وتونس.. الجزائر تشير إلى تركيا: أغرقت ليبيا بـ 3400 طن أسلحة

دعا رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، الأطراف الخارجية المتصارعة في ليبيا إلى ترك حل الأزمة الليبية لجيرانها، وقال إنه لا يوجد أي إحراج للقاء الأشقاء في مصر وتونس لحل الأزمة الليبية، بينما ألمح إلى إغراق النظام التركي لليبيا بما يقرب من 3400 طن من الأسلحة بعد مرور أقل من شهر على مؤتمر برلين.

تبون كان قد انتقد عدم التزام أطراف إقليمية متورطة في الأزمة الليبية بمخرجات مؤتمر برلين، واتهمها بإغراق ليبيا بكميات كبيرة من الأسلحة، مشيرًا إلى أن سقوط طرابلس خط أحمر لأنه سيؤدي إلى انهيار الدولة الليبية.

وفي مقابلة صحفية.. كشف تبون أن هناك دولة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين بمنع تدفق الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا، وأضاف: «لكن هناك دولة أرسلت بعد شهر واحد نحو 3400 طن من الأسلحة إلى ليبيا» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وللمرة الأولى، وجه الرئيس الجزائري اتهامات ضمنية لتركيا بنقل السيناريو السوري إلى ليبيا، وكشف أنه أبلغ المشاركين في مؤتمر برلين بأن السيناريو السوري بدأ في ليبيا، وأضاف: الأطراف المتصارعة في سوريا هي نفسها الموجودة في ليبيا.

ودعا تبون الأطراف الخارجية المتصارعة في ليبيا إلى ترك حل الأزمة الليبية لجيرانها، وأشار إلى أنه لا يوجد أي إحراج للقاء الأشقاء في مصر وتونس لحل الأزمة الليبية، واتهم أطرافاً لم يسمها بمحاولة الزج بالجزائر في المستنقع الليبي وتحاول جرها للدخول عسكرياً إلى ليبيا.

ودعا تبون الأطراف الليبية إلى وقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وشدد على رفضه بلاده الحل العسكري للأزمة الليبية، وأشار إلى أن بلاده تقف على مسافة واحدة بين جميع الأطراف.

كما وصف تدخل الجزائر في الأزمة الليبية بــ التدخل السليم وليس لها أطماع توسعية أو اقتصادية ونهدف لحقن الدم الليبي وحماية حدودنا، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن بلاده عاشت تجربة الاقتتال الداخلي سنوات التسعينيات خلال حربها مع الإرهاب، ودعا إلى حل أزمة ليبيا بالمفاوضات بين جميع الأطراف.

خطوة جديدة

كان الرئيس الجزائري قد أكد تأييد الجزائر لمبادرة إعلان القاهرة التي أعلنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ أيام لوقف إطلاق النار بين الفرقاء الليبيين وحل الأزمة الليبية بعيدًا عن أية حلول عسكرية حقنًا لدماء الليبيين وحفاظًا على سلامة ووحدة أراضيهم.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، محند أوسعيد بلعيد، الثلاثاء الماضي، إن الجزائر ترحب بمبادرة القاهرة لوقف إطلاق النار في ليبيا، وأنها مع أية مبادرة تؤدي لحقن الدماء.

ونقلت صحيفة النهار الجزائرية، عن بلعيد قوله إن الجزائر تلعب دور الوسيط في الأزمة الليبية، وأن الجزائر تقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف، لأنها تعمل على لعب دور الوسيط، الذي لا ينحاز لأي فريق أو ينتظر شيء آخر.

وأوضح المتحدث الرئاسي أن بلاده مهتمة بكل ما يحدث في ليبيا وأن رئيس الجمهورية قد عبر عن ذلك في أكثر من تصريح، مضيفًا أن بلاده تهدف إلى تخليص الشعب الليبي من محنته، وأنها تفكر في مصلحة الشعب الليبي لا غير.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية أن وزير الخارجية صبري بوقادوم أنه بصدد عقد محاورات مع زملائه في المنطقة حول الأزمة الليبية.

ملامح إعلان القاهرة

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أعلن عقب مباحثاته مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في وقت سابق اليوم، عن مبادرة مصرية لإنهاء الأزمة الليبية.

ويشمل إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية، مقترحات لإعلان وقف إطلاق النار في عموم ليبيا اعتبارا من 8 يونيو، وتؤكد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات والقرارات الدولية، وتجدد الدعوة إلى استئناف مفاوضات السلام في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة بصيغة "5+5".