أحوال التركي: التعسف هي اللغة السائدة لدى أردوغان وفريقه
وكالات موقع السلطةأكد موقع "أحوال" التركي، أن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي وقعت في يوليو من عام 2016، كانت بمثابة نقطة تحول، وأصبحت الأساليب القسرية والتعسف هي اللغة السائدة لدى أردوغان وفريقه.
وتابع أن المعتاد من المتحدثين الرسميين بأسم الحكومة أن تنفي كافة هذه الممارسات المزعجة والتعسفية، ومحاولة إلصاقها بالمعارضين ووصفهم بالخونة والأعداء والعملاء المحرضين والإرهابيين.
وأضاف أنه تم اتخاذ مثل هذا الموقف تجاه الحركة الكردية وتعليق الأزمة الاقتصادية عليها وكذلك تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والناتو والاتحاد الأوروبي وكافة الأصوات المنشقة عن النخبة الحاكمة.
وأشار إلى أن الابتزاز والابتذال أصبح يحل محل السياسات الاستراتيجية والمنسقة التي كانت موجودة قبل محاولة الانقلاب.
وأوضح أن السياسة الجديدة هي انعكاس واضح لعدم المرونة والافتقار للرؤية والدراية الفنية والوسائل والقدرات المناسبة للتعامل بشكل واقعي مع القضايا المعقدة والصعبة.
وتابع أن عدم القدرة أو التردد في متابعة الحوار مع من لا يتفق معهم يشير إلى نوع من النرجسية يصفه المؤرخ الياباني شوزو فوجيتا بأنه فقدان الخبرة وفقدان الاعتماد المتبادل والقلق بشأن مواجهة الآخر.
وأضاف أن هذه الحالة النفسية التي يمر بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنطوي على فقد الآخر، وتدهور مهارات الاتصال، فمع مرور الوقت، أصبح النظام التركي بعيدًا - محليًا ودبلوماسيًا - عن كونه شبكة سياسية مؤسسية قوية تسعى لتشكيل إرادة مشتركة مع الجهات الفاعلة السياسية الأخرى من خلال الحوار وبناء الموافقة الموجهين نحو تحقيق أهداف قابلة للتحقيق.
وبدلًا من ذلك، فقد أصبحت تدريجيًا دائرة مستاءة وغير مستقرة بشكل سلمي وبشدة تسليح كل قوتها ورافعتها إلى حدود غير مجربة للوصول إلى عصر ذهبي.
إن عمليات التطهير التي أعقبت الانقلاب، إضافة إلى تصميم أردوغان على احتكار السلطة وتوظيف بيروقراطية جديدة على أساس تكريم لا جدال فيه لعبادة شخصيته، أثرت بشدة على جهاز الدولة، والفصل بين السلطات والمعايير الإجرائية والسلوكيات.