إرهاب تركيا.. كيف نقل أردوغان المرتزقة إلى ليبيا؟
كتب ماهيتاب محمود موقع السلطةقال آمر التوجيه المعنوي بقوات الجيش الوطني الليبي ، عميد خالد المحجوب، إنه يجب على المجتمع الدولي العمل على وقف الدعم التركي للميليشيات في ليبيا ، في إشارة إلى تقارير عدة أكدت خلال اليومين الماضيين وصول مرتزقة سوريين ممولين من قطر إلى طرابلس .
وأضاف المحجوب، في تصريحات تلفزيونية، مساء السبت، أن المجموعات المسلحة المتطرفة التي ترسلها تركيا إلى ليبيا، لن تتمكن من هزيمة الشعب الليبي، مؤكدًا أن تفشي الإرهاب في ليبيا خطر على الأمن الأوروبي والدولي.
وذكر أن أهالي طرابلس، جاهزون للانتفاض على الميليشيات المدعومة من تركيا وتحمي حكومة الوفاق غير المعتمدة برئاسة فايز السراج.
وأشار إلى أن الميليشيات التي تسيطر على طرابلس أدخلت الدبابات إلى الأحياء السكنية، وتتخذ من المدنيين دروعا بشرية، في وقت تحقق قوات الجيش الوطني تقدمًا نحو قلب المدينة، مؤكدًا أن وحدات الجيش العسكرية قامت بتأمين المناطق التي استعادتها من قبضة الميليشيات.
هذا، وكانت الصحف المحلية تداولت ليلة أمس، تسجيلا مصورا، يُظهر مرتزقة سوريين يقاتلون في صفوف الوفاق، ضد قوات الجيش في محاور طرابلس.
وجاء في التسجيل عددًا من المرتزقة السوريين وهم يقفون أمام معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين في العاصمة طرابلس، ولا يجيد أحدهم نطق اسم قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
وسبق ذلك، تقارير إخبارية عدة، كشفت عن وصول مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، جندتهم تركيا للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة الموالية للوفاق لمواجهة الجيش الليبي، الذي يسعى إلى تخليص العاصمة من المجموعات المسلحة المسيطرة على مقاليد الأمور فيها، مشيرة إلى تورط شركتي الخطوط الليبية والإفريقية في طرابلس، في نقل المرتزقة بعد أن دشنت تركيا خطا جويا لنقلهم إلى طرابلس مقابل مبالغ مالية.
كما نقلت عدة وسائل إعلامية ليبية وعربية وحتى تركية، عن مصادر ميدانية وسياسية قولها، إن حوالي 1000 مسلح وصلوا من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا خلال اليومين الماضيين، للقتال في صفوف المجموعات المسلحة في طرابلس، مشيرة إلى أن نقل المسلحين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا عبر أنقرة، كان من خلال رحلات على متن الخطوط الليبية والخطوط الإفريقية، مشيرة إلى أن آخر رحلة لشركة الخطوط الإفريقية هبطت في مطار معيتيقة في طرابلس.
وأوضحت أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اتصل بالخطوط الإفريقية، ليلة الخميس، وطلب تسيير رحلة عارضة إلى إسطنبول، مساء الجمعة، وسيكون خط سيرها «معيتيقة اسطنبول -اسطنبول معيتيقة»، في وقت لم يصدر عن أي من شركتي الطيران حتى الآن أي بيانات تفند ما تناولته التقارير بشأن تورطهما في نقل هؤلاء المرتزقة السوريين.
وسبق أن حذّر الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، اللواء أحمد المسماري، شركات النقل الجوي التي تحمل المعدات العسكرية باستخدام طائرات مدنية ومعتقدة أنها تحت حماية القوانين الدولية، من أن الجيش لن يتردد في إسقاط طائراتها التي تقوم بإدخال الأسلحة لمطارات ليبيا.
وكان الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد أكد الأحد الماضي، خلال مؤتمر صحفي له، أن القيادة العامة تأكدت من قيام طائرة مدنية تحمل معدات عسكرية بتسيير رحلة من إسطنبول إلى مطار مصراتة.
وفي السياق، كشف موقع "قطريليكس" المحسوب على المعارضة القطرية، نقلا عن مصادرها، عن قيام تميم بن حمد أمير قطر، بتمويل عملية نقل مسلحين إلى ليبيا لدعم ميليشيات السراج، مشيرا إلى أن تميم دفع تكاليف إجراء عمليات نقل المقاتلين السوريين إلى ليبيا من أجل القتال ضد الجيش.
ونوه أن الرئيس التركي قد طالب تميم بتوفير الدعم اللازم الذى يحتاجه السراج على وجه السرعة، خاصة مع اشتداد الضربات العسكرية من جانب الجيش الليبي، الذى تعهد بإنهاء الإرهاب من كافة الأراضى الليبية، ومن ضمنها العاصمة.
وأكد المرصد السوري وجريدة أحوال التركية، أن رحلات نقل المرتزقة السوريين إلى طرابلس الذين وصل عددهم لـ 1000مسلح وفق تأكيدهم، تمت بـ4 رحلات جوية انطلقت من إسطنبول في طائرات كبيرة يتبع اثنتان منها الخطوط الجوية الليبية والأخريان تابعتان للخطوط الإفريقية لنقل المسلحين إلى ليبيا.
في غضون ذلك، أكدت مواقع لرصد حركة الطيران العالمي من بينها مواقع الرادار العسكري الإيطالي "إيتاليان ميليتاري رادار" و"فلايت رادار24" المتخصص بعرض المعلومات عن حركة الطائرات التجارية، هبوط عن وجود حركة طيران مريبة، تنطلق من تركيا إلى غرب ليبيا والعكس بشكل مكثف خلال هذه الأيام، ما يؤكد تدشين خطوط لنقل مسلحين مرتزقة من تركيا إلى ليبيا.
إضافة إلى صحة التقارير الصحفية التي تتحدث عن أن أنقرة دشنت جسرا جويا مباشرا ما بين إسطنبول ومطار معيتيقة العسكري قرب طرابلس، لنقل 1000 مقاتل من سوريا بصفة مرتزقة خاضعين لأوامر قيادات الجيش التركي.
كما ذكرت بعض المعلومات، أن شركة الأجنحة للطيران المملوكة للإرهابي المطلوب دوليا عبدالحكيم بالحاج، زعيم "الجماعة الليبية المقاتلة" نقلت خلال رحلاتها عددا من المرتزقة القادمين من سوريا إلى طرابلس.
وأشارت المعلومات، إلى أن المجموعة الأولى من المرتزقة بلغت نحو 200، وذلك على متن طائرة من طراز إيرباص A319-112 وحملت الرحلة سجل 5A-WLC، إضافة إلى مشاركة إحدى شركة طيران النفط، بطائرة من طراز أمبريس E170LR، في نقل المقاتلين السوريين.
وعلى صعيد ذي صلة، أصدر ما يسمى بـ "لواء الشمال الديمقراطي" المنضوي ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" بيانا موجها للشعب السوري في محافظة إدلب وأريافها وباقي المناطق بيّن من خلاله موقفه مما اعتبره تواطؤ الجيش الوطني السوري بالتعاون مع تركيا في تدخلها بالشأن الليبي.
وقال اللواء: "انفضحت حقيقة ما يسمى الجيش الوطني وسقطت ورقة التوت عنه وكشفت عورته وفضحت خيانته وباتت تبعيته لخدمة أردوغان وذلك بذهاب قادته ومقاتليه إلى ليبيا من أجل حفنة من الدولارات تحقيقا لمصالح تركيا في دعم حكومة السراج الإخوانية في ليبيا"، حسب وصف البيان.
ووصف البيان، أردوغان، بـ"المتآمر الذي يدعي ضامن حماية السوريين ومناطقهم فيما سمي خفض التصعيد ولكنه في حقيقة الأمر يستخدم ذلك في تنفيذ مآربه ومخططاته للتوسع واحتلال الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا ويقوم بتغيير تركيبة السكان التاريخية بتركيبة تتماشى مع مطامع "السلطان أردوغان" بحجة حماية الأمن القومي التركي، ويقوم من خلالها بعمليات تغيير ديموغرافي عبر التهجير القسري ليخدم مصالحه وأيضًا مصالح النظام السوري وداعميه".
وجاء كل ما سبق، في وقت من المنتظر أن يناقش البرلمان التركي طلب الوفاق بإرسال قوات إلى ليبيا الخميس المقبل، حيث أفادت مصادر في حزب العدالة والتنمية التركي، السبت، بأن مذكرة طلب تفويض لإرسال قوات إلى ليبيا قد تتم مناقشتها في البرلمان الخميس القادم بعد طلب رسمي من حكومة الوفاق غير المعتمدة، مشيرة إلى أن الجدول الزمني النهائي بخصوص النظر في المذكرة والتصويت عليها سيتأكد الاثنين.
وكان الرئيس التركي، أكد أن أول عمل ستقوم به حكومته بعد استئناف البرلمان لأعماله هو تقديم مذكرة بشان إرسال جنود إلى ليبيا.