عمرو أبو العزم: فجوة تمويل المشروعات متناهية الصغر تصل إلى ١٠ ملايين عميل
كتب محمد السعدني موقع السلطةأكد المشاركون في جلسة «دور المؤسسات المالية غير المصرفية في الوصول إلى المستهدفين» ضمن الدورة السادسة من مؤتمر الشمول المالي والتكنولوجيا المالية « بافكس »، في إطار فعاليات معرض و مؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات cairo ict ، الذي يعقد في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر، اليوم الثلاثاء، على أهمية التكامل بين القطاعين المصرفي والتكنولوجي لزيادة مظلة الشمول المالي وتحقيق نسبة الوصول المثلى للمستخدمين بالخدمات المصرفية.
في البداية قال محمد العنتبلي، مدير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في التجاري وفا، إن البنوك لها دور كبير في مساندة القطاع المالي غير المصرفي عبر منح التمويل في ظل عدم قدرة هذه الشركات على تلقي الودائع، وأن البنك المركزي أقر تحفيزات للبنوك للوصول لنسبة ٢٠٪ للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
وأضاف أن التكامل بين القطاعين ضروري لتنمية الاقتصاد، وأن التطور الذي شهدته التكنولوجيا وانعكاساته على الخدمات المالية المصرفية وغير المصرفية، ولفت إلى أن التكنولوجيا المالية أحدثت تغير استراتيجي في نوعية الخدمات حيث تحولت الشركات من مجرد مطور خدمات للبنك إلى متعامل مباشر مع الجمهور يقدم خدمات مالية وينافس القطاع المصرفي .
وتابع أن العصر الحالي هو عصر التكنولوجيا والمعلومات الضخمة، التي يمكن استخدامها لمعرفة سلوك العميل والتعرف على احتياجاته وبالتالي تقديم المنتج المناسب، وأن البنك الأونلاين في أوروبا والبحرين أتاح لشركات التكنولوجيا المالية أن تحصل على توقيع العميل لتحصل على بياناته من البنك وبالتالي تستطيع معرفة احتياجاتهم ومتطلباته، فأصبحنا اليوم نرى إقراض عبر الإنترنت وهو ما يمثل تطور كبير في التكنولوجيا المالية.
من جهته قال عمرو أبو العزم، رئيس شركة تمويلي للمشروعات متناهية الصغر، إن مقدمي الخدمة في قطاع متناهي الصغر كان منذ عشر سنوات لم تكن هناك شركة سوى واحدة في مصر ثم بدأت تظهر الشركات بدون قانون منظم للنشاط، وحينها كان البنك المركزي والهيئة باعتبارها كيان غير قانوني لكن مع الوقت استوعب السوق هذا الأمر.
وأضاف أن النقلة الحالية لم يسبق لمصر أن شهدتها خاصة مع الإجراءات، التي اتخذها البنك المركزي وهناك ازدهار في الأدوات التمويلية من قبل البنوك من خلال مبادرة البنك المركزي وسعيها للوصول لعملاء لم يكونو موجودين من قبل، وأوضح أن هناك ٩ شركات متناهي صغر مسجلة في مصر تعمل معظمها في الأنشطة التجارية وتسعى للتوسع في القطاع الصناعي، وأن التكنولوجيا تساعد هذه الشركات على الوصول للعملاء بصورة أسرع.
وأردف أبو العزم قائلا: «تمويلي وقعت اتفاقية مع هيئة البريد للوصول للعملاء عبر فروعها البالغة ٤٠٠٠ فرع، ولم يكن هذا يحدث سوي بمناقشات ودعم من البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية»، مشددًا على أن البيئة الحالية مواتية بشكل كبير للقطاع وهو ما يمثل فرصة كبيرة للقطاع للانطلاق، وأن المكوّن الديمغرافي لمصر مناسب لنشاط القطاع حيث يصل حجم السوق لنحو ١٠٠ مليون أكثر من ٣٠٪ منهم شباب، وبالتالي هناك فرصة ضخمة لتوفير التمويلات لهذه الشركات.
وأشار إلى أن الحكومة لديها قاعدة بيانات ضخمة جدًا وباستخدام التكنولوجيا يمكن الوصول لعدد ضخم من العملاء بتكلفة بسيطة، وأن البنك المركزي أصبح يسمع بشكل أكبر من الشركات والفاعلين في السوق لمعرفة احتياجات السوق خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن انتشار هذه الخدمات يقل العبء بشكل كبير عن الحكومة فعلى سبيل المثال يمكن أن تنتشر خدمات التأمين متناهي الصغر وهو ما يوفر الكثير من الجهد الذي تبذله الحكومة انسى التأمين الصحي.
وقال أبو العزم إن الفجوة التمويلية تقدر حاليا ب١٠ ملايين عميل وهو ما يفتح فرصة كبيرة أمام التمويل متناهي الصغر، مضيفا أن البنوك لها دور كبير الفترة الحالية عبر الشراكة في الشركات العاملة والعلاقة أصبحت اقوى من ذي قبل وأصبح لدى البنوك وعي بأن القطاع يمكن أن ينتشر بدون مخاطر كبيرة إذا ما تمت إدارته بشكل جيد .
بدوره قال ممدوح عافية، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصري، إن مصرفه يعمل بشكل قوي في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، موضحًا أن الاهتمام بالشركات المتوسطة يجب أن يحصل على نصيبه من الاهتمام بجانب الاهتمام بمتناهية الصغر، وطالب بضرورة دمج المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في منظومة القيمة العالمية، للخروج لساحة المنافسة العالمية عبر التصدير وخلافه، وتوفير التمويل المناسب لهم .
وانتقل عافية، إلى قطاع الصناعة الذي تسعى الدولة للتوسع فيه قائلا: «دخول أي مشروع صناعي يتطلب أن يكون مشارك بشكل كبير وإيجابي في المنظومة، والدخول ضمن منظومة القيمة، وأن التكنولوجيا هدف وليست وسيلة ولا يمكن أن نصل للاستفادة القصوى إلا بوجود منظور شامل لكل قطاع يقوم على فكرة القيمة، التي تضم كافة احجام الشركات بمنظومة قوية تسمح بالمنافسة والتصدير وفرص الحصول على التمويل».
وقال رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبنك الأهلي المصري، إن البنك الأهلى يتبع هذا الأسلوب في تمويل القطاعات حيث يفهم القطاع بشكل كبير بداية من استراتيجية الدولة إلى سلوك الصناع الصغار، لافتا إلى أن نسبة متناهي الصغر من محفظة البنك متناهي الصغر وهنا يأتي التكامل مع الشركات العاملة في هذا القطاع.
ومن جانبه قال إيهاب منير، رئيس قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بنك الإسكندرية، إن الدول العربية ومصر على وجه الخصوص لديها بعض التحديات الخاصة منها مستويات التضخم وارتفاع نسبة البطالة مع 68% نسبة غير المشمولين ماليا وارتفاع نسبة الفقر لما يقرب من 28%، وبالتالي تلجأ الحكومة لزيادة الضرائب لرفع الدعم والإعانات الموجهة للفئات الفقيرة وإعانات البطالة بما يتسبب في ضغوطات على الطبقة المتوسطة بما يجعل كل اهتمام الحكومات العربية منصب على الفئات المحدودة الدخل وبالتالي تظل في دائرة مغلقة.
وأضاف منير أن الفرق يأتي من قدرة الحكومة على إتاحة الأموال مقابل أداء خدمة أو وظيفة للحد من الظواهر الاستهلاكية وأن تمويل المشروعات المنتجة من قبل البنوك حلا جيدًا لتمويل المشروعات المولدة للربحية، موضحا أن نسبة الفرص التمويلية بين 16-17 مليون فرصة والاستجابة للتمويل أقل من 3 ملايين فرصة في حين أن مستخدمي فيسبوك في مصر حوالي 50% يقضون أكثر من 8 ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا على ضرورة الاعتماد على تلك الوسائل لجذب العملاء للقطاع المصرفي.
وأكد منير على أن عدد غير المشمولين ماليا حوالي 53 مليون نسمة في مصر، في حين أن 45% من مستخدمي الإنترنت في العالم يعملون في محال التجارة، وشدد على أن التوجه نحو التكنولوجيا المالية يحتاج حزمة من التشريعات مطالبا بوجود وزارة مختصة للاقتصاد الرقمي للاضطلاع بدور التوعية المجتمعية حول أهمية الاقتصاد الرقمي والشمول المالي.
من جهته قال المهندس أيمن أبو الفضل، مدير قطاع الخدمات الرقمية في شركة إريكسون بمصر والسعودية، إنه سيتحدث على ٣ محاور أساسية وهي الموبايل والتجارب العالمية الشمول المالي، بجانب الأفكار المطروحة لتنشيط الشمول المالي في مصر، وأن شركة إريكسون لا توفر فقط تقنيات شبكات المحمول الحديثة ولكن تقدم خدمات رقمية منها على سبيل المثال أنظمة فواتير المحمول وكروت الشحن، ولديها ٨٠٪ حصة سوقية في المنطقة في هذا الشأن.
وأضاف أبوالفضل، أن هناك تجارب عالمية فدولة زيمبابوي تعتبر دولة تانية وخلال ٤ سنوات أصبح لديهم عمليات تحدث سنويا ثلاثة أضعاف ونصف حجم الناتج المحلي، والهند عندما بدأت تقديم المحفظة الذكية خلال ٤ سنوات ارتفعت حجم العمليات من ١٥ مليون دولار شهريا إلى ١٥ مليار دولار، بينما الصين تنفذ ٨.٥ تريليون دولار عبر المحفظة الذكية سنويا.
وأكد على ضرورة دراسة كيفية تحقيق هذه الإنجازات بالتعاون مع مشغلي المحمول، لافتا إلى أن هناك ملياري نسمة عالميا ليسو موجودين في البنوك بينما هناك ١.٧ مليار نسمة منهم لديهم هاتف ذكي ومعروفون جيدا لمشغلي الهاتف المحمول لذلك يمكن خلق منظومة متشابكة للوصول لهؤلاء المواطنين.
وأشار إلى أن هناك محاور يمكن الوصول من خلالها لهؤلاء العملاء هي المنظمين للسوق ومشغلي المحمول وتجار التجزئة والبنوك وشركات للتكنولوجيا المالية، مشددًا على أن تفعيل هذه المحاور يحقق استراتيجية ناجحة في السوق للوصول للعملاء بمعايير جيدة ودقيقة لمعرفة العملاء وضمهم للقطاع المالي الرسمي، وأن هناك مهمة أساسية يجب أن تقوم بها المنظومة وهي توصيل الخدمة للعميل بتكلفة بسيطة وتخفيض عدد الوسطاء حتى تتحقق فكرتين أساسيتين هما انخفاض التكلفة وسرعة وسهولة الوصول للخدمة.
وقال فادي يزدك، مدير حلول في شركة تيمينوس، إن الشركة متخصصة في الحلول المصرفية للبنوك التجارية، إن مصر تشهد الفترة الحالية شغل كبير على مستوى التحول الرقمي حتى على مستوى الشتريعات، وأن البنوك عالميا تقوم بفصل بين المنتجات وطريقة تقديمها من خلال انتشار الوكالات المصرفية، التي يمكن أن تسوق وتبيع منتجات أكثر من بنك، وهو ما يسهل عملية ودور البنوك.
وألمح إلى أن في أوروبا أصبح ينظرون للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بهذا الشكل، حيث أصبحت الوكالات المصرفية تحقق للبنوك زيادة في الإيرادات بقيمة ١٤ مليار دولار سنويا، وأن تطوير القوانين ضرورة لتحقيق الدمج بين البنوك والوكالات المصرفية، وأن من خلال هذا الأمر يصبح المؤسسات المالية قدرة على الوصول لبيانات ضخمة للعملاء وهو ما يمكنه من تحليل البيانات ومعرفة المنتجات المقبلة.
من جانبه قال شريف رضا، ممثل شركة بيوند سوليوشن، إن قطاع التأمين يشهد تطوير كبير والفترة الحالية تشهد توسع على مستوى تكنولوجيا التأمين للوصول للعملاء عبر الخدمات الإلكترونية، وأوضح أنه في حالة عدم وجود خدمات وحلول ما بعد البيع فإن الخدمات لن تشهد انتشارًا كبيرًا لذلك لابد من وجود هذا الأمر لتحقيق الثقة مع العملاء في قطاع التأمين.
وأضاف رضا أن شركته بدأت تقديم حلول تكنولوجية من خلال فيس بوك وواتس اب لاستقبال طلبات المواطنين، والتعامل معها وتحقيق السرعة في الاستجابة للوصول للثقة في الصناعة من قبل العملاء، مشيرا إلى أن برامج المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ينشر الثقة ويدعمها في المؤسسات المالية غير المصرفية، كما يمكن استخدامها للمتابعة الدقيقة لحالات المؤمن عليهم ومعرفة احتياجاتهم الدقيقة.
يشار إلى أن الدورة 23 لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT انطلقت في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019 بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار "The Digital Experience".
ويتمتع المعرض بمكانة إقليمية ودولية مرموقة كونه مصدر الإلهام الأكبر للمهتمين بقطاع التكنولوجيا والاتصالات على مدار أكثر من 20 عاما منذ إطلاقه لأول مرة عام 1996، وقد حظى Cairo ICT باهتمام ورعاية شخصية من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي أسبغ رعايته على المعرض خلال آخر 5 دورات، وافتتح فعالياته بنفسه 4 مرات متتالية، وأطلق من خلاله عدة مبادرات محلية وإقليمية لدعم خطط واستراتيجيات التحول الرقمي في مصر ودول الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتضم النسخة الثالثة والعشرون من Cairo ICT مجموعة من المعارض والمؤتمرات المتخصصة، منها المعرض والمؤتمر الدولي لتكنولوجيا النقل "Trans MEA 2018"، والدورة السادسة لمعرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول الرقمي "PAFIX"، والدورة الخامسة لمعرض ومؤتمر "الأمن والسلامة الدولي DSS - "، والدورة الخامسة لمؤتمر المدن والمجتمعات الذكية Intelli-Cities، وملتقى الابتكار Innovation Arena" الذي يقام في نسخته الرابعة، والدورة الثانية من "قمة الحكومات للتحول الرقمي" (Dot-Gov MEA).