مليون صوت يهددون نتنياهو.. والأحزاب اليمينية طوق نجاته
وكالات موقع السلطة
مع بدء العد التنازلي لانطلاق انتخابات الكنيست، المقررة غدًا الثلاثاء، يُعلق مرشحو القائمة العربية، آمالهم على مليون صوت قد يقلب المعادلة وقد يطيح بالمقاربة التقليدية المهيمنة عليه، وتسحب البساط من تحت حزب "الليكود" اليميني بقيادة بنيامين نتنياهو.
ويعتقد قادة القائمة المشتركة وهي ائتلاف ما بين 4 أحزاب، أنه كلما زادت نسبة المشاركين العرب (مليون شخص يحق لهم التصويت) في الانتخابات فإن فرص الأحزاب اليمينية الإسرائيلية الصغيرة بالفوز ستقل.
واستنادا إلى قانون الانتخابات في إسرائيل، فإن الحزب الذي سيمثل في الكنيست القادم يجب أن يتخطى نسبة الحسم وهي 3.25٪ من عدد المقترعين.
ويرجح أن يستند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دعم الأحزاب اليمينية الصغيرة من أجل أن يتمكن من تشكيل ائتلاف يحظى بدعم لا يقل عن 61 مقعدا في الكنيست، ليكون بإمكانه ترؤس الحكومة القادمة.
ولكن نتنياهو يدرك أنه في حال ارتفعت نسبة المشاركة العربية في الانتخابات فإن فرص الأحزاب اليمينية الصغيرة في تخطي نسبة الحسم ستكون قليلة إن لم تكن معدومة.
"نحن المليون صوت عربي.. بوحدتنا نتحدى وبكل قوتنا نتصدى!" قالت القائمة المشتركة في رسائل نصية تم توزيعها على نطاق واسع، خلال اليومين الماضيين.
وفي رسائل نصية أخرى كتبت القائمة المشتركة "مليون صوت لأجل مكانتنا وحقوقنا، مليون صوت ضد نزع شرعيتنا والتحريض علينا، إحنا (نحن) قوة. إحنا مليون صوت عربي".
وإضافة إلى الرسائل النصية والتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي فإن مرشحي القائمة المشتركة نشطوا خلال الأسابيع الأخيرة في عقد اجتماعات جماهيرية وزيارات ميدانية في المدن والبلدات العربية لتشجيع المواطنين على الإدلاء بأصواتهم.
لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستنجح القائمة المشتركة في إقناع المواطنين العرب، الذين يشكلون 20% من عدد السكان، بالمشاركة في الانتخابات.
ففي الانتخابات التي جرت عام 2015 شارك 62% من أصحاب حق الاقتراع العرب في الانتخابات، غير أن هذه النسبة انخفضت إلى 50% في السباق الذي جرى في أبريل الماضي.
وتشير تقديرات حديثة إلى أن نسبة المقترعين العرب في الانتخابات التي ستجري غدا ستصل على الأرجح إلى 60% من أصحاب حق الاقتراع.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة: "أتوجه، خصيصًا، لمن لم يصوّت بأننا نريده معنا، شريكًا بصناعة يوم نعتزّ به جميعًا. القائمة هي وحدة وطنية ترفع من مكانتنا"، مضيفا "القائمة المشتركة قوة هائلة تساهم بدحر اليمين المتطرّف".
لكن القائمة المشتركة تواجه إشكالية في إقناع المواطنين العرب بالمشاركة الجارفة في الانتخابات، فمن ناحية فإن أعداد متزايدة من المواطنين العرب يرون أن لا فائدة من تواجد العرب في برلمان يقر مشاريع تمييزية ضدهم والتي كان آخرها قانون القومية الذي يعتبر أن إسرائيل دولة اليهود.
ومن ناحية ثانية فإن ثمة حركات يسارية وإسلامية تدعو علانية إلى مقاطعة انتخابات الكنيست، وقال الشيخ كمال خطيب، النائب السابق لرئيس الحركة الإسلامية، في تدوينة على حسابه في "فيسبوك": "كنا وما زلنا وسنظل نرى في الوجود العربي بالكنيست الصهيوني ظاهرة خطيرة يستفيد منها المشروع الصهيوني".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيأمل تدني المشاركة العربية في الانتخابات ليتمكن رفاقه من اليمين المتشدد من الوصول إلى الكنيست.
وفي تدوينة على صفحته في موقع "فيسبوك" قبل أيام، كتب نتنياهو "العرب يريدون إبادتنا جميعا، نساء أطفال ورجال" قبل أن يتم عقابه من إدارة الموقع التي اعتبرتها تحريضًا على الكراهية.
وقال النائب العربي في الكنيست يوسف جبارين "استمرار التحريض الدموي ضدنا يحتم علينا جميعًا الذهاب إلى صناديق الاقتراع وإسقاط نتنياهو وزمرته الفاشية".
كان نتنياهو سعى قبل ذلك إلى ترهيب المواطنين العرب عن المشاركة في الانتخابات من خلال طرح مشروع قانون الكاميرات في مراكز الاقتراع، لكن الكنيست أسقط مشروع القانون هذا.
وبحسب استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، فإن القائمة المشتركة ستحصل على 10-12 مقعدا في الكنيست المقبل.