مناصب فنكوش
إبراهيم طه موقع السلطةفي زمن السوشيال ميديا أصبحنا نسمع نرى عن حالات انتحال صفة، سواء من أفراد أو كيانات ونقابات وهمية وموازية ومخالفة للدستور والقانون، بل أن بعضهم يقوم بالنصب وابتزاز المواطنين.. وهي كارثة، متزايدة وبشكل يومي.
منذ فترة تابعت تكريم مصففة شعر ((كوافيرة)) باعتبارها إعلامية، واصابني الحزن من قرار أحد الاحزاب السياسية العريقة بتكريم مواطن من الدقهلية باعتباره رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب.. بالمناسبة - هذا المنتحل للصفة يحمل لقب دكتور - .. كيف لا أعرف؟.. كل معلوماتي أنه راسب إعدادية فقط ويعمل سائق خاص.
الحدوتة لا تقف عند الكوافيرة الإعلامية أو السائق الدكتور.. بل وصلت حد مسميات أخرى منها خبير أو سفير السلام أو الصحفى أو الطبيب أو الضابط أو المستشار أو المذيع أو مستشار في التحكيم الدولي أو قاضٍ اتفاقي أو مستشار دبلوماسي ..ألخ) .. نحن أمام واقع كارثي وتحول خبر القبض على منتحل صفة لخبر روتيني في كل صفحات أقسام الحوادث بالصحافة.. ولكن هل يدرك المجتمع حجم ومدى خطورة هذا الفعل؟
وهل يدرك المجرم أنه يضرب قانون طبيعة الحياة.. كما يقول الله سبحانة وتعالى ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ))؟
وهل يعلم الجميع أن وجود أمثال هؤلاء في الأماكن البارزة التي قد يصلون اليها بطرق احتيال يؤدي إلي طرد الكفاءات الحقيقية.. وربما تكون أنت أو ابنك أو شقيقك شخصيا هو أحد الكفاءات المتضررة.
يا سادة.. دوري هنا دق ناقوس الخطر فالدرجات العلمية والمهنية أصبحت تمنح لكل من «هب ودب» من كيانات وهمية بمقابل مادى رغم عدم حصول حامل الدرجة أو اللقب على مؤهل علمى يتيح له ذلك.. لذا بات علينا كمجتمع التكاتف لمحاربة هذه الظاهرة.. ومن الضروري الوصول إلى صيغة قانونية ومجتمعية للحد من انتشار هواة حب الظهور.