ملحمة ”الأرض”.. مواهب حولها يوسف شاهين إلى أيقونات
تقرير عزة عبد الحميد موقع السلطة«محدش مكوي في البلد دي إلا اللي عايش فيها.. الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا»، هكذا في مثل هذا اليوم منذ 47 عامًا، حاولت أعين وإحساس يوسف شاهين التعبير عن قيمة أرض هذا الوطن وشرف أهله في عدم تفريطهم في شبر منها، وكان هذا من خلال فيلمه الأشهر «الأرض»، الذي تجلس أمامه الملايين مشاهدة ومستمتعة رغم مرور أعوام وأعوام على عرضه.
لم يكن فيلم «الأرض» من الأفلام العادية التي يمكن أن تشاهدها دون أن تؤثر فيك مشاهده، كالجمل الحوارية لـ «محمد أبو سويلم»، الذي جسده محمود المليجي، أو نقاش للشيخ «حسونة» متمثلاً في يحيى شاهين، لتجد الفيلم يسبح بك في قصة كتبها عبدالرحمن الشرقاوي بحرفية بارعة، واستطاع حسن فؤاد أن يقوم برسم الحوار الخاص بالفيلم بهذا الشكل، لتنجب عين يوسف شاهين مشاهد مصورة تعشقها العين وتهيم بها الأفكار، وترسم معها ملامح جديدة لأبطال دقوا أبواب الفن من خلال «أرض» المخرج العالمي، تخبرك بهم السطور التالية
شاهين ونجوى إبراهيم.. الملاك الباحث عن الأرض
كانت تسبح نجوى إبراهيم في عالم الأطفال وتسعد وتتوارى فيه، فلم تكن تعلم أن ولادتها في عالم الأضواء وأمام الشاشة الكبيرة سيكون على يد يوسف شاهين، وأن هذا الوجه الأرستقراطي الملائكي ستحوله عدسات شاهين إلي وصيفة، تلك الفتاة الريفية التي تقف إلى جانب والدها مطالبة بحقهم في أرضهم، عاشقة بأعين ناعسة لعبد الهادي «عزت العلايلي».
بعد تلك الانطلاقة القوية، أصبحت نجوى بطلة للعديد من الأفلام فنجدها مشاركة في فيلم «فجر الإسلام» عام 1971، ثم «العذاب فوق شفاه تبتسم» عام1974، و«الرصاصة لا تزل في جيبي» في 1974، و«حتى آخر العمر»، وصولاً إلى «خائفة من شئ ما، والمدمن»، وغيرها.
شاهين وصلاح السعدني.. الفلاح الذي أصبح نجمًا
جاء الشاب صلاح ذو الأصول الريفية وشقيق الكاتب الساخر، محمود السعدني، ليتخذ خطوات في طريق السينما تبدو ضعيفة إلى أن وصل إلى علواني، ذلك الفلاح البسيط الذي يحب ويريد أن يكوّن بيت وأسرة مع «خضرة» التي يفاجئه مقتلها ويتحول إلى شخص حزين.
كان السعدني يعبر عن دور الفلاح البسيط ذو النفس المنكسرة بدءًاَ من نبرة صوته إلي مشيته، وسعادته الفطرية التي تظهر من أبسط الكلمات التي تُلقى إليه، وصولاً إلي حزنه في وفاته محبوبته.
ومنذ فيلم «الأرض»، وأصبحت للسعدني انطلاقة أخرى تليفزيونية وسينمائية ومسرحية صنعت منه النجم الذي تأخر، نتيجة لمقاييس السوق الظالمة، فنجده في أفلام هامة كـ «الرصاصة لا تزل في جيبي، وحكمتك يا رب، ومدرستي الحسناء، وكونشرتو في ضرب سعادة»، ومسلسلات كـ «أبنائي الأعزاء شكرًا، والدنيا مزيكا» ثم «أرابيسك» والتي تعتبر نقلة في حياته عام 1994، و«ليالي الحلمية» عام 1995، و«حلم الجنوبي» عام 1996، وصولاً إلى آخر أعماله «القاصرات»، عام 2013.
شاهين وداوود عبدالسيد.. تلميذ أبهر أستاذه
أتت الفرصة لعبدالسيد ليبدأ مشواره لينهل من نهر إبداع يوسف شاهين، من خلال وجوده كمساعد مخرج في فيلم «الأرض»، وهو العمل الأول الذي يشارك فيه كمساعد مخرج في حياته لتنفتح له طاقة النور بالتعلم على يد الأستاذ.
دخل عبدالسيد بعدها عالم الإخراج كمساعد مخرج لفيلمين فقط، وهما «أوهام الحب، والرجل الذي فقد ظله»، ليبدأ بعدها مشواره الفني المستقل، الذي يعتبر كعدد أفلام ليس بالكبير، ولكنه هام ومؤثر في تاريخ السينما، مثل «البحث عن سيد مرزوق»، عام 1991و«الكيت كات» في ذات العام، لينقطع 9 أعوام عن الإخراج ليعود بـ «أرض الخوف»، عام 2000 ليصل إلى آخر أعماله قدرات غير عادية عام 20١٥