مشهد مُفجع.. ما لا تعرفه عن نزوة طبيعة تسببت في مقتل 140 ألف مدني بريء
أحمد المالح موقع السلطةنزوة الطبيعة التي قالت كلمتها مرة واحدة.. مرة واحدة جعلت البشرية تفقد 140 ألف مدني حياتهم.. حدثت في نهاية الحرب العالمية الثانية، وربما يعرفها الكثير إلا أن النزوة التي تسببت في ذلك قد تكون معلومة جديدة للبعض.
قبيل فجر السادس من أغسطس.. هبطت طائرة السوبر فورترس، بلونها الفضي الغامق، إحدى طائرات التشكيل 509 في أسطول الجو الأمريكي العشرين.. ولم يكن على متنها قنابل ولا وسائل دمار أخرى.. فقط دزينة أعين.. ورغم ذلك كانت هي المسؤولة عن موت مفاجئ لأكثر من مئة وأربعين ألف مدني.
وبعد 30 دقيقة من المدرج ذاته، أقلعت طائرة تحمل الرقم 82، وعلى ذيلها حرف R داخل دائرة صغيرة، تحت ركن الطيار، وفوق علامة مسجلة، كُتب إينولا جاي الاسم الأول لوالدة الطيال الكولونيل «بول. و. تيبيت» في سلاح الجو الأميريك.. وكانت طائرته هذه تحمل قنبلة كبيرة.
موضوعات ذات صلة
عندما حلق «تيبيت» وطاقمه الإثنا عشر، كان مزودًا بأربعة أهداف محتملة، وتعليمات الجنرال «توماس. ت. هاندي»، محددة: «إن إلقاء القنبلة الخاصة على هدف يتوقف على جودة الأحوال الجوية، ويجب إسقاطها على أحد الأهداف التالية: كوكورا، نيجاتا، هيروشيما، ناجازاكي».
وفي تمام الدقيقة السابعة واثنتين وأربعين ثانية، من فجر السادس من أغسطس، عام 1945، كان «تيبيت» يحلق على ارتفاع 2600 قدم فوق الباسيفيكي، عندما تلقى رسالة مُشفرة من الراصد الجوي في طائرة الاستطلاع التي سبقت طائرته بـ 30 دقيقة «أحد الأهداف تحجبه الغيوم، الثاني لا يكاد يُرى. لكن هناك هدفا واضحًا جدًا». فاستدارت القاذفة إلى الهدف الأخير بعد تلقيها رسالة: «الغيوم تغطي ثلاثة أعشاره.. أنصحك أن تطلق عليه أولا».. وبذلك كانت نزوة من الطبيعة اختيرت مدينة لقدرها.. فكانت هيروشيما أول مدينة تُقصف.
الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي، هجوم نووي شنته أمريكا ضد الإمبراطورية اليابانية، نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945.
وقصفت الولايات المتحدة الأمريكية المدينتين اليابانيتين بقنابل نووية على خلفية رفض اليابان تنفيذ إعلان مؤتمر بوتسدام، الذي نص على أن «تستسلم اليابان استسلامًا كاملًا دون أي شروط».. ولكن رفض سوزوكي رئيس وزراء اليابان وقتها رفض هذا التقرير وتجاهل مدة المهلة المحددة.
وما كان من الرئيس هاري ترومان إلا إطلاق السلاح النووي قنبلة «الولد الصغير» على هيروشيما، وقنبلة «الولد البدين» على ناجازاكي.
وتعد هذه الهجمات الأولى والأخيرة التي استخدم فيها الأسلحة النووية على مدار التاريخ.