أفعال شبه إرهابية.. بكين تدين المحتجين في هونغ كونغ
وكالات موقع السلطة
ردت الصين بغضب الأربعاء على المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية في هونغ كونغ غداة تعرض صينيين اثنين للضرب في مطار هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، معتبرة ذلك "أفعالا شبه إرهابية"، فيما أعربت واشنطن عن قلقها بسبب تحركات الجيش الصيني على الحدود.
وكان المتظاهرون المؤيدون للديموقراطية غادروا مطار هونغ كونغ الدولي صباح الأربعاء بعد يومين من تجمّعات حاشدة اتخذت منحى عنيفاً ليل الثلاثاء وأغرقت المدينة التي تُعتبر مركزاً مالياً دولياً في مزيد من الفوضى.
موضوعات ذات صلة
- حديقة الحيوان: استقبلنا 286 ألف مواطن خلال أيام العيد
- 702 جنيه لعيار 21.. ارتفاع سعر الذهب 10 جنيهات
- بسبب الميراث.. حبس المتهم بقتل شقيقته 4أيام في المحلة
- بـ 28 مليون دولار.. الطائرة الرئاسية اليابانية للبيع
- في الربع الثالث من العام.. تراجع أرباح أكبر شركة سياحة في العالم
- تسريب فيلم أحمد حلمي على الإنترنت بعد 48 ساعة من طرحه
- الصفقات الجديدة.. قائمة الزمالك لمواجهة ديكاداها الصومالي
- استعدادًا لـ”بطل الصومال”.. الزمالك يغادر القاهرة متجهًا إلى برج العرب
- أخيرًا روسيا تعترف: مستويات الإشعاع النووي ارتفعت إلى 16 ضعفًا
- من أجل تجنب العنف.. ميركل تدعو للحوار في أزمة هونج كونج
- بيان رسمي بشأن تأثر مصر بـ ”غبار انفجار روسيا النووي”
- تركيا رابعًا.. الشعوب المرتبطة بالسوشيال ميديا الأسوأ سياسيًا
وانتهت التظاهرات في وقت مبكّر صباح الأربعاء بعد سلسلة مواجهات استخدم خلالها شرطي سلاحا ناريا لصدّ متظاهرين كانوا يهاجمونه فيما أطلق آخرون بخاخات الفلفل..
وفي إطار الفوضى التي شهدها المطار، قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين مساء الثلاثاء بربط رجل يشتبهون بأنه جاسوس لحساب بكين بواحدة من عربات الأمتعة، وبضربه. وقد نقل بسيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات بعد ذلك. وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الرسمية الناطقة بالانكليزية أن الرجل هو أحد صحافييها.
وفي حادث آخر هاجم متظاهرون رجلا آخر اعتبروه شرطيا مندسا بينهم.
وانتهزت الحكومة الصينية على الفور فرصة الهجومين لتعبر عن غضبها من المتظاهرين. وقال تشو لوينغ الناطق باسم مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو في الحكومة الصينية في بيان الأربعاء "ندين بأكبر درجات الحزم هذه الأفعال شبه الإرهابية".
وهي المرة الثانية خلال الأسبوع الجاري التي تصف فيها الصين الاحتجاجات بأنها "إرهاب"، في إطار تحذيراتها المبطنة التي تثير مخاوف من استخدامها القوة لوقف الاضطرابات.
وزاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المخاوف من تدخل عسكري صيني عندما قال الثلاثاء أن استخباراته أكدت تحركات لجيش الصيني باتجاه حدود هونغ كونغ.
والأربعاء أعربت وزارة الخارجية الأميركي عن "قلقها البالغ" من تحركات الجنود الصينيين، ودعت بكين إلى "احترام التزاماتها" و"السماح لهونغ كونغ بممارسة أعلى درجات الحكم الذاتي".
دانت بكين الإثنين المتظاهرين العنيفين الذين قاموا برشق رجال الشرطة بزجاجات حارقة معتبرة أن في ذلك مؤشرات على "إرهاب".
وقال المتحدث باسم مجلس شؤون هونغ كونغ وماكاو يانغ غوانغ في مؤتمر صحافي إن "المتظاهرين المتطرفين في هونغ كونغ استخدموا مراراً أدوات شديدة الخطورة للهجوم على عناصر الشرطة".
وأضاف أن ذلك "يشكل أساساً جريمة عنيفة وخطيرة لكن أيضاً يعدّ أولى المؤشرات على إرهاب متصاعد"، معتبرا أن في ذلك "تخطٍ عنيف لحكم القانون والنظام الاجتماعي في هونغ كونغ".
وكانت التجمعات المطالبة بالديموقراطية شلت الاثنين والثلاثاء المطار الدولي الثامن في العالم من حيث عدد المسافرين (74 مليون مسافر في 2018)، ما أدى إلى تفاقم أسوأ أزمة سياسية تواجهها بكين منذ إعادة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين في 1997.
وأعلن الموقع الإلكتروني للمطار صباح الأربعاء أن عشرات الرحلات أقلعت ليل الثلاثاء الأربعاء إضافة إلى مئات الرحلات أخرى من المقرر أن تقلع نهار الأربعاء، على الرغم من تأخير موعد الكثير منها.
وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس في قاعة المغادرة في المطار أن مكاتب تسجيل المسافرين تعمل بشكل طبيعي، ولا يوجد سوى حفنة قليلة من المتظاهرين معظمهم يغط في النوم.
وقال أحدهم لفرانس برس صباح الأربعاء "المطار هو الوسيلة الحيدة التي نملكها" للسفر.
ولم يتضح ما إذا كان سيتم استهداف المطار مرة أخرى في وقت لاحق الأربعاء.
وتوجّه مايكل وهو سائح يبلغ 25 عاماً قدم من دبي، إلى المطار الأربعاء قبل 12 ساعة من موعد رحلته كي يتجنّب تظاهرات محتملة في وقت لاحق من اليوم.
وقال لفرانس برس "أشعر أن (المتظاهرين) يقاتلون حقاً من أجل حريتي، قلبي معهم بشكل ما". إلا أنه أشار إلى أنهم يُخطئون في اختيار أهدافهم عبر إلحاق الضرر بركاب "لا علاقة لهم بما يجري، فهم بشكل أساسي سياح".
وانطلقت الحركة الاحتجاجية المطالبة بالديموقراطية التي نزل خلالها ملايين الأشخاص إلى شوارع هونغ كونغ، مطلع حزيران/يونيو من رفض مشروع قانون مثير للجدل للحكومة الموالية لبكين يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين. لكن سرعان ما اتسع نطاقها لتشمل التنديد بتراجع الحريات وتدخلات الصين.
وتأثر عشرات الآلاف من المسافرين بهذه الخطوة الاحتجاجية الجديدة، بينما كثّفت الصين الثلاثاء التهديد بتدخّل عبر مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام رسمية تُظهر قوات أمنية تتجمّع على حدود المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي.
حذرت شركة طيران هونغ كونغ "كاثاي باسيفيك" موظفيها الاثنين، بعد ضغط من بكين، بأنها قد تفصلهم إذا "دعموا أو شاركوا بالتظاهرات غير القانونية" في المدينة.
ويأتي التحذير بعد فرض هيئة تنظيم الطيران المدني الصينية الجمعة قواعد جديدة على شركة "كاثاي باسيفيك"، تفرض عليها تقديم بيانات عن موظفيها العاملين على متن الرحلات المتوجهة إلى البر الرئيسي أو العابرة للمجال الجوي الصيني، وهي خطوة غير مسبوقة منذ استعادة الصين هونغ كونغ من لندن عام 1997.
وأكدت بكين أن الموظفين المؤيدين للحرك المطالبة بالديموقراطية لن يسمح بوجودهم في هذه الرحلات. وأعلنت "كاثاي باسيفيك" أنها سوف تلتزم بهذه الإجراءات.
وفي رسالة إلى الموظفين، حذر المدير العام للشركة روبرت هوغ من "عواقب تأديبية" قد تلحق بالعاملين المشاركين في التظاهرات المؤيدة للديموقراطية.
وحذّرت كاري لام رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ المعينة من قبل بكين، من جديد الثلاثاء من العواقب التي ستترتب على هونغ كونغ إلا أنها استبعدت مرة جديدة أي تنازل للمتظاهرين. وقالت في مؤتمر صحافي إن "العنف (...) سيدفع هونغ كونغ إلى طريق اللاعودة".
ووصفت وسائل إعلام صينية رسمية المتظاهرين بأنهم "غوغاء" ولوّحت بشبح تدخّل قوات الأمن الصينية.
ونشرت صحيفة الشعب اليومية وصحيفة "غلوبال تايمز" التابعتان مباشرة للحزب الشيوعي، مقاطع فيديو تُظهر آليات مدرعة لنقل الجنود متوجّهة إلى شينزين على الحدود مع هونغ كونغ.
وحذّر آخر حاكم بريطاني للمدينة كريس باتن في مقابلة مع قناة "بي بي سي" من أن "هونغ كونغ على شفير الهاوية".