غاز المتوسط.. الكنز الذي يريد أردوغان السطو عليه
وكالات موقع السلطة
لم يجد رجب طيب أردوغان مهربًا من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد إلا من خلال السرقة والاحتيال على ما ليس له، فبعد العقوبات الأمريكية والانخفاض الحاد لليرة التركية لم يجد أردوغان إلا غاز المتوسط الذي يعتبره البلورة السحرية التي تنتشله من هوة الإفلاس.
كشفت صحيفة يونانية، خططًا تركية للاستيلاء على حقول الغاز، قبالة السواحل القبرصية واليونانية، وذلك بعد أشهر من التصعيد التركي للأزمة في تلك المنطقة، من خلال عمليات تنقيب غير شرعية عن الغاز.
قدمت شركة البترول الحكومية التركية طلبًا للقوات البحرية لتأمين عملية البدء بإجراء البحوث الزلزالية في منطقة بين جزيرتي رودوس وكاستلوريزو اليونانيتين، بعد 15 أغسطس المقبل.
أضافت صحيفة "غريك ريبورتر" تتوقع الشركة التركية أن تكون مهمة سفينة الأبحاث التركية "أوروك ريس" في بحر مرمرة قد اكتملت وقتها، وأن تنتقل إلى شرق البحر المتوسط في نهاية الشهر المقبل.
كانت تركيا قد بدأت معركة التنقيب عن الغاز شرقي المتوسط قبل نحو عامين، مع إعلان وزارة الطاقة عزمها حفر أول بئر للغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
خلال العام نفسه، بدأت سفينتان تركيتان مهامهما الأولية للبحث والحفر، أما عمليات التنقيب فبدأتها سفينة "الفاتح" التركية في أكتوبر الماضي، وسفينة "ياووز"، في يونيو من العام الحالي، في مناطق تابعة لجمهورية شمال قبرص التركية.
خلال يوليو الجاري، صعدت تركيا لهجتها تجاه أوروبا، وتوعدت بإرسال سفينة تنقيب رابعة إلى المنطقة، لكنها بعد أيام تراجعت عن موقفها هذا.
يثير السلوك التركي في شرق المتوسط قلق مجموعة من الدول الشريكة بملف الغاز في المنطقة، ويواجه معارضة أوروبية، ومراقبة أميركية للوضع.
في محاولة لكبح المطامع التركية بغاز المتوسط، أقر وزراء الخارجية الأوروبيون، سلسلة تدابير شملت اقتطاع مبالغ كان يفترض منحها لتركيا العام المقبل، إضافة إلى تعليق مفاوضات النقل الجوي الشامل، ووقف الاجتماعات رفيعة المستوى مع أنقرة.
تعليقًا على الأسباب التي تدفع تركيا لانتهاك القوانين الدولية في تلك المنطقة والتنقيب عن الغاز بشكل غير شرعي، أرجع رئيس برنامج الطاقة في مركز الأهرام، أحمد قنديل، ذلك إلى عدد من العوامل، أبرزها الشق الاقتصادي.
قال قنديل لموقع "سكاي نيوز عربية": "تركيا تمر بوضع اقتصادي سيء جدا، وتراهن على اكتشافات موارد الطاقة في هذه المنطقة لإنعاش اقتصادها".
ونوه قنديل إلى أن "نقطة الضعف الرئيسية لدى تركيا هي أنها تفتقر لمصادر الطاقة"، مضيفًا: "لذا قد ترى أنقرة أن هذه الاكتشافات هي القشة التي تنقذ اقتصادها من الانهيار".
على الصعيد السياسي، أوضح قنديل أن تركيا "تراهن على خضوع المجتمع الدولي لاستفزازاتها وتحديها للقوانين، فالحسابات التركية تقوم على التصعيد والوصول إلى حافة الهاوية مع دول المنطقة، للحصول على نصيب مما تعتقد أنه حق لها من ثروات الغاز المكتشفة في المنطقة".
بيّن قنديل أن الرد الدولي على الأنشطة التركية في شرق المتوسط لم يتغير أو يتراجع، بل ازداد حدة، قائلا: "كل الإجراءات التي تقوم بها تركيا في المياه الدولية لقبرص غير قانونية، ولاقت استهجانا من المجتمع الدولي ودول المنطقة".
تابع: "الرهان التركي على إذعان دول المنطقة لمطالبها وادعاءاتها غير القانونية فشل، ومنذ مايو الماضي كان هناك تصعيد في المواقف، وقد أصبحت أنقرة منبوذة في المنطقة، وهذا الإبعاد ظهر جليا في منتدى غاز شرق المتوسط الذي يضم 7 دول من المنطقة وإيطاليا، وقد استبعدت أنقرة تماما".