ثورة يوليو.. عندما وقف الفنانون خلف زعيمهم عبدالناصر
كتب محمد شوقي موقع السلطة
عندما هبت رياح ثورة يوليو 1952 كانت مصر كلها يد واحدة عمال وفلاحين وموظفين ومثقفين وجميع فئات الشعب المصري.
لم يكن الفنان في معزل عن ثورة يوليو فكان الفنان دائمًا وأبدًا في الصفوف الأولى خلف بلده خاصةً في العصر الذهبي للفن والفنان.
أم كلثوم
كانت أم كلثوم هي أول من أيد ثورة يوليو قبل قيامها عندما غنت قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" عام 1951، ومنعتها السرايا لأنها تأجج الشعب، خاصة بعد حريق القاهرة في يناير 1952، وعندما قامت الثورة وقفت أم كلثوم في الإذاعة تغني "الشعب قام يسأل على حقوقه والثورة زي النبض في عروقه" وساندت الرئيس محمد نجيب ومجلس قيادة الثورة.
وعندما أراد أحد رجال الثورة الإطاحة بأم كلثوم لأنها مطربة العهد البائد قال له جمال عبد الناصر "روح إهدم الهرم وأبو الهول لأنهم كانوا في العهد البائد" في إشارة منه لمكانة ومنزلة أم كلثوم التي ساندت الثورة والبلد في ثوراتها وانتكاساتها وانتصاراتها فلم تجد فنان ساند بلده في العالم مثلما فعلت أم كلثوم مع بلدها مصر.
محمد عبدالوهاب
فطن محمد عبد الوهاب لأهمية الثورة وهو مطرب الملوك والأمراء ولكنه ابن الطبقة العامة الكادحة فجمع أهم مطربي العالم العربي ليقدم أعظم الأغاني الوطنية الخالدة مثل "وطني حبيبي الوطن الأكبر" و"الجيل الصاعد" مع شادية ووردة ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد وعبد الحليم حافظ مغني الثورة كما أطلق عليه.
عبدالحليم حافظ
لم يترك عبد الحليم حافظ مناسبة صغيرة أو كبيرة تجري في البلد إلا وكان يرصدها بالغناء مثل "حكاية شعب" عن السد العالي، واشتهر بأعظم الأغاني الوطنية في تاريخ الغناء في أغاني كان ومازال العالم العربي يرددها مثل "صورة" و"أهلًا بالمعارك" و"فدائي" و"خللي السلاح صاحي" و"حبيب الملايين" وكل هذه الأغاني الوطنية الخالدة كانت من كلمات شاعر مصر العظيم صلاح جاهين وألحان موسيقار مصر العظيم كمال الطويل، كانت هذه الأغاني لها وقع كبير ومهم في قلوب وعقول المصريين بل زادت من وطنيتهم وإيمانهم بثورتهم وهذا هو دور الفن في بث روح الوطنية لدى الشعب.
إسماعيل ياسين
نجد أيضًا كوميدان مصر الأول إسماعيل ياسين بفطرته وحبه لفنه ولبلده ولإيمانه الشديد بأهمية الثورة قام بعمل سلسلة أفلام تدعم الجيش المصري مثل أفلام إسماعيل يس في الأسطول والجيش والطيران والبوليس الحربي، وبالطبع نظرًا لشعبية إسماعيل ياسين في مصر والعالم العربي كانت لهذه الأفلام أكبر وقع لدى الشعب العربي كله.
أنور وجدي وليلى مراد
نجد أيضا هناك فنانين كثيرين ساندوا ثورة يوليو مثل أنور وجدي وهو كان أكبر منافس للملك فاروق فنجده كان في الصفوف الأولى المؤيدة للثورة.
وليلي مراد بنت مصر أول من غنت للثورة بأغنيتها "النظام والعمل والاتحاد فانهضي يا مصر يا أم البلاد"، فكانت أول من غنت وأبدعت بمبادئ الثورة النظام والعمل والاتحاد.
محمد فوزي
أيضًا محمد فوزي مع زوجته مديحة يسري وراح محمد فوزي يغني للثورة وللجيش المصري مؤيدًا وداعمًا لها حتى قبل وفاته بأيام قال "أنه لا يخشى على أولاده من بعده في ظل بلده وجيش بلده وقيادة بلده"، وهذا عكس ما أشيع في تلك الفترة.
قطار الرحمة
أيضاً لا ننسي ما يسمى "قطار الرحمة" الذي كان به جموع فناني مصر يلفون القطر المصري للتبرع لجيش الثورة المصري ومساندته وكان النجوم والنجمات لا يذهبوا حتى لبيوتهم من أجل التفرغ لهذا الواجب الوطني.
سليمان نجيب الذي حصل على البكاوية وكان أحد رجال السرايا تخلى عن كل هذا رافضًا كل الرتب والألقاب واقفًا مع صفوف الشعب وذهب للقاء الزعيم جمال عبد الناصر بنفسه يساند الجيش المصري في ثورته.
عيد الفن
وأصبح هناك عيدًا للفن في عهد الثورة يكرم فيه جموع فناني مصر بعد ما كان الفنان في عهد الملكية مشخصاتي ولا يكرم ولا ينال جوائز أو تقدير رسمي من الدولة.
ولم تكن هناك أغنية وطنية بالمعني المعروف إلا مع قيام الثورة فنجد جموع مطربي مصر يغنون لمصر وجيشها وثورتها بوشوش كلها بهجه وفرح وسعادة حتى أصبحت الأغنية الوطنية لا تقل أهمية عن الأغنية العاطفية وأصبحت جواز مرور نجاح المطرب والمطربة مهما كان لامعًا.
هذا قليل من كثير في مساندة أهل الفن لثورة يوليو المجيدة ولم تكن هذه المساندة إلا لمصر وجيشها وثورتها ممثلة في زعيمها جمال عبد الناصر رحمه الله.