أسطورة ”آمن رع”.. مومياء ملعونة أغرقت تايتنك
كتب محمد على موقع السلطةقصص وحكايات عن تيتانيك الباخرة التي لا تحرق ولا تغرق، كما قال صانعوها غير أنها في أربع وعشرين ساعة فقط كانت لقمة سائغة في فم البحر، عندما داهمها الجليد فجر الخامس عشر من أبريل عام 1912 لم يكن ركابها وقبطانها يتوقعون أنهم سيتحولون إلى حكايات ترددها الأفلام تارة والأقاصيص تارة أخرى.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 100 عام على هذه الحادثة الشهير إلا أنه لا تزال الأسرار والألغاز تحوم حول أكبر سفينة فى وقتها، والتي غرقت في رحلتها الأولى ومن هذه الأسرار حكاية المومياء الفرعونية «ﺁﻣﻦ ﺭﻉ»، وﻫﻲ ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ اﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﺎﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﻌﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ، حتى أطلق عليها العلماء والباحثين لقب المومياء الملعون والتي يقال أنها كانت سبباً رئيسياً في غرق سفينة تايتنك.
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋﺎﻡ 1910 ﺣﻴﻦ اﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍإﻧﺠﻠﻴﺰﻱ «ﺩﻭﺟﻼﺱ ﻣﻮﺭﺍﻱ» ﻣﻮﻣﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺋﻊ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﺠﻬﻮﻝ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻭ ﺗﻬﺮﻳﺒﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺃﻣﺮﺍ ﺳﻬﻼً، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ "ﺩﻭﺟﻼﺱ ﻣﻮﺭﺍي" ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻵﺛﺮ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﺑﺸﻴﻚ ﻳﺤﻤﻞ ﺭﻗﻤﺎ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺃﺻﻔﺎﺭ، ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﻌﺮ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺟﺪﺍ ﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻓﺮﻋﻮﻧﻴﺔ.
ﻭﻟﻢ ﻳُﺼﺮَﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻔﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻗﺪ ﻛُﺘِﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﻣﻌﺒﺪﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺤﺲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﺠﻬﺎ، ﻓﻔﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺕ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺧﺮﺝ ﺩﻭﺟﻼﺱ ﻣﻮﺭﺍﻱ ﻓﻲ ﺭﺣلة صيد مع رفاقه عبر النيل، انفجر سلاحه فجأة دونما سبب في يده.
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻗُﻄﻌﺖ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، وفي أثناء رحلة العودة إلى إنجلترا، حدثت بعض الحوادث لبعض المرافقين له بصورة غريبة، وعند الوصول إلى لندن نظر موراي إلى وجه الأميرة المنقوش على الصندوق ، ورأى أن الوجه يحدق به في صورة تقشعر لها الأبدان.
قرر موراي ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺇﻫﺪﺍﺋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺳﺘﻠﻤﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺗﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺩﻭﺟﻼﺱ ﻣﻮﺭﺍﻱ و ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻓﺄﻫﺪﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﺠﺎﻧﺎ، ولكن في هذه المؤسسة العلمية، مات الصحفي الذي صوره فور التصوير ، كذلك كان نصيب أحد علماء تاريخ مصر القديمة والمسئول عن المعرض، حيث وجد ميتًا في فراشه لاحقاً، ونظرًا لما كتب عن الصندوق في الجرائد عندما أصبح حديث الرأي العام، فقد اجتمعت إدارة المتحف بشكل سري، وقررت بالإجماع شحن الصندوق إلى ﻣﺘﺤﻒ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻨﻮﺍ ﻋﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻻﻳﺜﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺳﺘﻘﺒﻠﻮﺍ ﺧﺒﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ ﻋﺎﻡ 1912 ﺑﺴﺮﻳﺔ ﺗﺎﻣﺔ على متن الباخرة «تيتانيك» ضمن رحلتها البكر من ساوثهامبتون إلى نيويورك في ذلك الشهر، واتخذت كافة الترتيبات لاستلامه، لكن الصندوق لم يصل، ففي يوم ١٥ أبريل ١٩١٢ ﺇﺻﻄﺪﻣﺖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﺠﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ، ﻟﺘﻐﺮﻕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺗﻐﺮﻕ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﻣﻴﺎﺀ.
ونقل مارجورى كايجل فى كتابه "كنوز المتحف البريطانى" الصادر عام ١٩٨٥ عن أحد مسؤولى المتحف قوله: "إنه لم يكن بالمتحف مومياء والغطاء لم يذهب على الإطلاق على "تيتانيك" إلى أمريكا، لكن مسؤولى المتحف لم يقدموا تفسيراً مرضياً لكيفية اختفاء المومياء صاحبة الغطاء الذى مازال الألوف يزورونه سنوياً معتقدين أنه يخص الأميرة سيئة الحظ التى تقبع الآن فى هدوء فى قاع المحيط الأطلنطي.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت عام ١٩٨٠ مقالاً يطالب ضمن دعوات كثيرة فى الصحافة الأمريكية بوقف البحث عن حطام تيتانيك خوفاً من عواقب إرجاع الأميرة المصرية «أين رع»، بالفعل هناك غطاء خارجيًّا لتابوت الأميرة بهذا الاسم موجودًا حتى اليوم في المتحف البريطاني ورقمه مكتوب على رقبتها BO NO.22542 كما ذكره موارى موجود فى القاعة الفرعونية الثانية، لتظل قصة المومياء "آمن رع" لغزا غامضا عجز الكثيرون عن تفسيره.