موقع السلطة
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 05:57 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

إسماعيل ياسين.. أضحك الملايين ومات حزيناً

اسماعيل ياسين
اسماعيل ياسين

عاش طفولة بائسة ومعذبة، ترك دراسته بالصف الرابع الابتدائى، واستمرت معه رحلة المعاناة وقسوة الحياة حتى استطاع أن يحقق ما يحلم به، وأن يصبح النجم الأكثر شعبية في الوطن العربي، ويسجل أول سابقة في السينما العربية بأن يكون أول ممثل تحمل الأفلام اسمه مثل: إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين فى البوليس السرى، إسماعيل ياسين في السجن، إسماعيل ياسين في الأسطول،  إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين في دمشق، إسماعيل ياسين طرزان، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، وغيرها.

ولد إسماعيل ياسين في مدينة السويس فى 15سبتمبر 1912 ، وكان بطل قصة درامية حزينة, عن حكاية مضحك الملايين الحزين, فقد توالت عليه المأسى من وفاة الأم وزواج الأب من أخرى, ثم دخول الاب السجن, ثم قهر زوجة الأب, كما أنه لم يستطع أن يكمل دراسته الابتدائية, فترك المدرسة وهو في التاسعة من عمره, ولم يجد أمامه إلا فرصة العمل مناديا أمام أحد محال بيع الأقمشة في مدينة السويس.

وكان أكثر ما يشغله عن عمله هو الاستماع إلى صوت محمد عبدالوهاب المطرب الأول في ذلك الوقت, إذ كان شغوفا به إلى حد أنه كان ينسى النداء على الزبائن مستغرقاً، ومتأملاً ذلك الصوت الساحر الذي كان سببا وحافزا لان يترك السويس مسافرا إلى القاهرة حيث الاضواء والشهرة وعبدالوهاب الذي ظن إسماعيل أنه يمكن أن ينافسه يوما ما.

عشقه للفن ظل يطارده باحثا عن فرصة كمطرب, ولكن ملامح وجهه لم تؤهله لنيل هذه الفرصة, ولكنه لم ييأس وذهب إلى صاحبة أكبر وأشهر فرقة مسرحية غنائية استعراضية «بديعة مصابني» متوسلاً إليها أن يعمل معها ولو خادما، لكنها أكرمته بالعمل معها في الفرقة حيث ظل يقدم بعض المنولوجات حتى استطاع أن ينافس نجمي المونولوج في ذلك الحين حسن المليجي وسيد سليمان, حتى التقطه المخرج فؤاد الجزايرلي عام 1939 وقدمه للسينما في دور صغير في أحد أفلامه، وما أن نجح حتى تلقفه نجم الكوميديا علي الكسار وضمه إلى فرقته المسرحية, ثم سرعان ما لمع اسمه وبات القاسم المشترك في معظم الأفلام الكوميدية في ذلك الوقت إلى أن وصل إلى ذروة النجومية خاصة بعد رحيل الريحاني وتوقف علي الكسار عن البطولات السينمائية.

وكان فيلماه «الناصح» عام 1949 و«فلفل» عام 1950 هما بداية نجومية إسماعيل, إلا أن نقطة التحول الفنية الكبرى كانت من خلال فيلم «الأنسة حنفي» في عام 1954 الذي اخرجه فطين عبدالوهاب، وتألق في هذه الفترة ما حدا بالكثير من المنتجين أن يسندوا له بطولات مطلقة، ومثلما كان عام 1954 هو عام انطلاق اسماعيل في السينما فانه حقق انطلاقة مماثلة في المسرح. اذ اسس فرقته المسرحية بالتعاون مع صديقة ابو السعود الابياري, وكانت البداية بمسرحية “حبيبي كوكو” و من بعدها توالت الاعمال.

وفي عام 1966 أصيب بالإلتهاب الرئوي الحاد الذي دخل على إثره المستشفى لمدة ثلاثة أشهر, وأوصاه الأطباء بالتزام الراحة في البيت, لكن الراحة طالت, وأصبح حلمه إحياء نشاط فرقته المسرحية مستحيلاً, كما أن أحدا في السينما لم يرسل في طلبه للمشاركة في أي من الافلام, وكان احد المنصرفين عنه صديقه المخرج فطين عبدالوهاب, الأمر الذي أدى لتراكم ديونه ومطاردة الضرائب له إلى أن حجزت على ممتلكاته ولم يتبق له من ثروته سوى عشرة جنيهات فقط فاضطربت حياته وساءت أحواله، فسافر الى لبنان و هناك قام بالظهور فى الاعلانات و مثل فى فيلم لبنانى تركى يدعى عصابة النساء، مع صباح، وكان آخر أفلامه فيلم الرغبة و الضياع و الذى توفى قبل استكماله .

ففد تعرّض اسماعيل إلى مآسٍ عديدة، منها إفلاسه المادى، حيث كانت تلاحقه مصلحة الضرائب لمطالبته بمتأخرات أرباحه عن الأعوام السابقة، كما حجزت على "عمارته"، فانهار كل ما بناه، وتخلى عنه أصدقاؤه المقربون من المنتجين و المخرجين الذين جنوا من وراء أفلامه أموالًا طائلة، وظل يصارع المرض حتى توفى فى 24 مايو 1972 .

البنك الأهلي
اسماعيل ياسين اسماعيل ياسين في الاسطول اسماعيل ياسين في البوليس الحربي اسماعيل ياسين في الطيران
tech tech tech tech
CIB
CIB