لماذا رمضان زمان أجمل
بقلم محمد شوقي موقع السلطة
يأتي كل عام شهر رمضان المبارك ومن منا ليس مع هذا الشهر الكريم ذكريات تكاد تكون أجمل أيام العمر كله
من بين الطفوله و الصبا و مطلع الشباب
من منتصف شهر شعبان و حتي آخر يوم فيه تتزين الشوراع بزينة رمضان ولا يخلو شارع من شوارع مصر من الزينة ويتباري أطفال و شباب و نساء كل الشارع بشراءها و تعليقها
وعند استطلاع هلال شهر رمضان المبارك و فور سماع مفتي الجمهورية وهو يعلن أن غدا شهر رمضان الكل يهلل و يفرح و يبارك و يكون دوي أغنية " رمضان جانا" ترن في أرجاء مصر كلها كما لو كانت هي الأيقونة الرئيسية لشهر رمضان و بدونها لا نشعر أن رمضان غداً
وتري الأسواق مزدحمه علي آخرها الكل يتسابق لشراء مستلزمات الشهر الكريم من قمر الدين و القطايف و مكسرات رمضان و الكنافة بشكلها الطبيعي قبل أن تدخل يد التطور فيها وتجعلها لذيذة شكلا و طعما و ليست روحا
ثم تأتي مباهج رمضان التي لا تنسي مهما مر الزمن عليها
أحاديث الشيخ الشعراوي قبل مدفع الإفطار ثم تلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت وكأنه هو قارىء رمضان الخاص ثم ابتهالات النقشبندي التي تملىء القلوب و العقول بالحنين ثم إنطلاق مدفع الإفطار الذي كان له معنا أجمل الذكريات وكنا نراه ومعه الحارس الخاص بالمدفع بصوته الجهوري قائلا " مدفع الإفطار أضرب "
ثم أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت وهو الأذان الرسمي لشهر رمضان
وجبة الإفطار التي حتما و لابد أن يكون عليها جميع أفراد الأسرة مهما كانت مواعيدهم مختلفه فتتفق هنا فقط علي ماءدة رمضان المبارك
التمر باللبن أو العرقسوس و التمر هندي و المشمشية و القراصية و غيرهاالتي لا تخلو من أي بيت مصري
ثم تجلس الأسرة لتشاهد أجمل و أفضل و أروع و أهم ما قدمه التليفزيون المصري في حياته وكان مشاهدة الأعمال التليفزيونية في رمضان متعة و ثقافة و فن وليس الآن لا نري فيها أي متعة أو ثقافة أو فن
و تطل علينا فوزاير رمضان التي ارتبطت بنا وارتبطنا بها خاصة مع نيللي لأكثر من 12 عاما ببساطتها و تلقاءتها و حضورها الطاغي التي أصبحت نيللي أحد أفراد الأسرة علي ماءدة رمضان
ثم شيريهان التي احتلت هي الأخري مكانة خاصة في قلوب المشاهدين لثلاث أعوام فوازير و حكايات ألف ليلة وليلة
وأيضا لا ننسي فوازير فطوطة للنجم سمير غانم الذي ارتبط هو الآخر بنا وبطفولتنا من خلال ثلاثة أعوام مع شخصية فطوطة
أيضا فوزاير عمو فؤاد مع فؤاد المهندس ومسلسل الأطفال بوجي و طمطم الذي كان يستمتع به الكبار قبل الصغار ثم في مسلسل بكار الذي يعد آخر عنقود زمن رمضان الجميل
ولا ننسي ارتباطنا الوثيق المحبب بدراما رمضان الأسطورية
ليالي الحلميه باجزاءها الخمسة و التتر الذي ارتبط بأذاهننا إلي الآن
رأفت الهجان و تشويقه لنا بأجزائه الثلاثة
مسلسل أم كلثوم أشهر و أهم مسلسل في تاريخ التليفزيون المصري
مسلسل هو و هي للعمالقة سعاد حسني و أحمد زكي و صلاح جاهين و كمال الطويل و يحيي العلمي
و ضمير ابلة حكمت والظهور الطاغي السيدة فاتن حمامة
ونجوم المسلسلات التليفزيونية الرمضانيه قبل أن يطلق عليها دراما رمضان
علي رأسهم نور الشريف و يحيي الفخراني و فردوس عبد الحميد مع المخرج محمد فاضل و الكاتب العبقري أسامة أنور عكاشة باعمالة الخالدة التي ارتبطت برمضان تلك الأعمال التي عندما نراها الآن تؤكد لنا عظمة اعمالة أمام سذاجة أعمال اليوم من دراما رمضان أو سبوبة رمضان
حتي أفلام التلفزيون الجميلة كنا نشاهدها في السهرة مثل أفلام الوزير جاي و فوزية البرجوازية و محاكمة علي بابا و أنا لا أكذب ولكني اتجمل كان لها بريق و مضمون و متعة
وقبل فيلم السهرة التليفزيوني
برامج لا تنسي مثل كاركاتير
وبرنامج يا تليفزيون يا مع رمسيس
والجائزة الكبري مع طارق حبيب
وحوار صريح جدا مع كبار نجوم الفن وكان حوارا راقياً بعيداً عن الإثارة و الفضائح و تراشق التهم و الألفاظ بين الضيوف
والكاميرا الخفيه مرة من أهمها مع النجم ابراهيم نصر والذي إستمر أكثر من خمس أعوام بخفة دم و تلقائية وخاصة شخصية زكية زكريا الذي ابتكرها و أبدع فيها
وكذا برنامج أديني عقللك وكان من امتع و اظرف برامج الكاميرا الخفيه وكانا برنامجين يبعيدان تماماً عن الاسفاف و الاستظراف و انحطاط الأخلاق التي نراها الآن في برامج الكاميرا الخفيه مع النجوم بلا أدني مراعاة للأخلاق و الدين و حرمة الشهر الكريم
ثم نستمتع بالمسلسل الديني الذي هو أيضاً ارتبط بنا و بتراثنا الفني و الثقافي و التربوي كمسلسلات شهيرة
لا إله إلا الله بأجزاءة الخمسة
و محمد رسول الله بأجزاءة الخمسة أيضا
إلي جانب مسلسلات دينيه أخري ارتبطنا بها
كل هذا الجمال الفني الراقي بعيداً عن غزو و سلطة الإعلانات التي أصبحت أهم من المسلسل ذاته بل وتتحكم في إختيار النجم و العمل
وكذالك قبل غزو النت و اليوتيوب و السيوشال ميديا و التعليقات السخفية التي أدت لانعدام الأخلاق إلي حد بعيد
ثم ينتهي فيلم السهرة ويأتي الشيخ سيد مكاوي ليبدع مع الشاعر فؤاد حداد في رائعة المسحراتي التي هي الأخري ارتبطنا بها
ويظل التلفزيون يقدم أغاني رمضان
وحوي يا وحوي و مرحب شهر الصوم مرحب و أهو جه ياولاد و سبحة رمضان و الله بعودة يارمضان و يابركة رمضان
ثم صلاة الفجر من المسجد الحسين وروايح الحسين المطله علينا من شاشة التلفزيون
كان حلم جميل كنا ننتظره من العام للعام ونبكي عند سماع شريفة فاضل وهي تغني في أيامه الأخيرة " والله لسه بدري يا شهر الصيام"
أين كل هذا الجمال و الرقي مما نراه الآن و نعيشه مع أعمال أو سبوبة رمضان التي تبلغ ملايين الجنيهات بلا أدني مستوي فني أو أخلاقي ولا يكتب لها أن تظل في ذاكرة التاريخ
رحم الله هذا الزمن الجميل و رحم كل من ساهم فيه ولو بكلمة أو لقطة أو لفتة طيبة