زوزو نبيل.. الزوجة التي أحبت ضرتها
كتب محمد شوقي موقع السلطةتلك الأميرة التي دوخت سيف «مسرور» لألف ليلة وليلة، وذهبت بعقل شهريار الملك المعجب بنفسه وروضت شراسته التي تناقلها الناس بسلاح جديد لما ابتكرته من الحواديت، هكذا زوز نبيل.
اسمها الحقيقي، عزيزة إمام حسين، ولدت في مدينة المنوفية عام 1920، ظهرت علامات الموهبة التمثيلية عليها وهى في سن صغيرة، فتركت المدرسة وانضمت إلى فرقة مختار عثمان.
عملت بعدها في المسرح والسينما، بدأت بالأدوار الفنية الشريرة حتى أتقنت أداها وربط بينها وبين هذه النوعية من الأدوار، ثم انضمت إلى فرقة مسرح رمسيس، عرفت بصوتها الرخيم الجميل فبرزت في الإذاعة، واشتهرت مع المخرج محمد محمود شعبان في مسلسل «ألف ليلة وليلة».
بدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان، واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، أول أفلامها السينمائية كان فيلم الدكتور في عام1937، كما أنها اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية.
واجهت الفنانة الراحلة زوزو نبيل، معارضة شديدة من والدتها حين أعلنت عن رغبتها في العمل كممثلة، ولكنها استطاعت إقناعها عن طريق البكاء والتوسلات، إلى أن وافقت الأم، خاصة بعد أن أقسمت لها أن تكون مثالًا للشرف والاستقامة.
كانت إحدى بدايتها السينمائية دور صديقة أم كلثوم، وذلك في فيلم «سلامة»، كما كررت نفس التجربة، ولكن هذه المرة مع شادية في فيلم لحن الوفاء، وآخر أفلام الفنانة الكبيرة كان فيلم المرأة والساطور حيث توفيت الفنانة زوزو نبيل قبل افتتاح الفيلم.
بجانب الفن شغلت العديد من المناصب، ففي الخمسينات عملت كرقيبة لمدة ثلاث سنوات في رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون، كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح بين عام 1962 إلى عام 1964، كذلك كانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر وفى الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة.
عادت زوزو نبيل، إلى السينما في العام 1989، بعدم انتشرت شائعة اعتزالها الفن بفيلم المرشد مع الممثل محمود الجندي بعد انقطاع عن السينما لعقد من الزمان وقد قوبلت هذه الخطوة بارتياح وترحيب كبير من الوسط السينمائي.
نجحت في تقديم الأدوار المركبة والصعبة مما جعل مخرجو جيلها يضعونها على رأس قائمة اختياراتهم حتى أن المخرج حسن الإمام أشركها وحده في 12 فيلم من أفلامه كان أولها فيلم «أسرار الناس»، كما أن الملفت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الراحل محمود المليجي ومن أهم أعمالها «مصنع الزوجات، الحب لا يموت، اعترافات زوجة، الخرساء».
تزوجت مرتين، الزوج الأول هو سامي عاشور، والذي توفى بعد فترة زواج قصيرة، أثمرت عن وحيدها نبيل الذي عمل ضابطاً بالجيش المصري، أما الزوج الثاني فقد شغل منصب وكيل وزارة.
وافقت زوزو على انتقال زوجها الثاني برفقة زوجته الأولى وأولاده إلى منزلها، ليعيشوا كأسرة واحدة في منزل الفنانة، وعلى غير العادة، فقد كانت علاقة زوزو بضرتها علاقة قوية بعيدة عن الغيرة والكراهية.
الممثلة القديرة جمعتها علاقة صداقة رائعة بضرتها، حتى أنها كانت تتباهى بها، وترى أنها «شقيقتها»، إلى الحد الذي دفعها لزواج ابنها الوحيد من ابنة ضرتها، وقد أثمر هذا الزواج عن ثلاث أحفاد لزوزو.
زوج زوزو الثاني توفى عام 1980، ولكنها ظلت على علاقة طيبة بضرتها، واستمرت صداقتهما حتى النهاية، ولكن المحزن أنها فقدت نبيل ابنها الوحيد عام 1973، حيث استشهد في حرب أكتوبر المجيدة.
كانت الفنانة الكبيرة تقول، إن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل في العام 1989وذلك لبلوغها سن الخامسة والسبعين قالت: «أنا الآن في الخامسة والسبعين والتمثيل يجعلني على الأقل أصغر بعشر سنوات وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات، فأكيد سأختار أن أصبح في الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين».
كان آخر أفلامها هو الفيلم الكوميدي «يا تحب يا تقب» مع أحمد آدم و فاروق الفيشاوى ومريم فخر الدين، وذلك خلال منتصف التسعينات.
حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة التمثيل عن فيلم «أنا حرة» كما كرمت من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي العام 1995، وأيضا من مهرجان الأفلام الروائية، كما تم تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام1996 ولكنها لم تستطع الحضور وذلك لمرضها فى آخر أيامها وتسلمت الجائزة بدلا عنها زوجة ابنها.
توفيت «زوزو» في 3 مايو 1996، وشيعت جنازتها من مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين ودفنت بمقابر 6 أكتوبر.