موقع السلطة
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 09:00 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

برلنتي عبد الحميد وسر زواجها من «الرجل الثاني»

برلنتي عبد الحميد
برلنتي عبد الحميد

ولدت نفيسة، الاسم الحقيقي لبرلنتي عبد الحميد، مواليد السيدة زينب في القاهرة ، وبعد حصولها علي دبلوم التطريز تقدمت إلي معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد ولكن سرعان ما أقنعها الفنان زكي طليمات بأن تلتحق بقسم التمثيل في المعهد وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل.

 

بدأت العمل علي المسرح وكان أول أدوارها في مسرحية «الصعلوك» وشاهدها «بيبر زريانللي» واختارها للعمل في أول ظهور سينمائي لها من خلال فيلم «شم النسيم» عام 1952 ثم توالت أعمالها وتألقها في السينما المصرية.

 

تميزت برلنتى بالذكاء والجرأة، اعتبرها البعض منافسا لملكة الإغراء هند رستم، ورغم أنها ظهرت فى فترة كانت فيها جميلات السينما مثل شادية ومريم فخر الدين ونادية لطفى، إلا أن ملامحها المصرية ميزتها عنهن حيث كانت تمتلك جاذبية بنت البلد التى يقع فى حبها وغرامها فتوات ومعلمين الحارة وكل منهم على استعداد أن يقدم كل ما لديه ويضعه تحت قدم برلنتى فى سبيل نظرة «رضا».

 

بدايتها السينمائية كممثلة رئيسية كانت عام 1952 فى فيلم «ريا وسكينة»، الذى اختارها فيه المخرج صلاح أبو سيف لتكون محطة انطلاق لها فى السينما ومن أهم أفلامها التى قدمتها فى السينما المصرية «سر طاقية الإخفاء، جواز فى السر، المعلمة أنصار، الهانم بالنيابة عن مين، من الذى قتل هذا الحب، العش الهادئ، شادية الجبل، الشياطين الثلاثة وصراع فى الجبل».

 

وقع فى غرام برلنتى أحد رجال السياسة الأقوياء وهو المشير عبد الحكيم عامر أو كما كان يطلق عليه فى هذه الفترة «الرجل الثاني» فى مصر، الذى قرر أن يتزوجها ولم ينظر إلى أى عائق كان من الممكن أن يقف أمام إتمام هذا الزواج، ولم يرى سوى الإنسانة التى بداخل برلنتى الفنانة التى لا يعرف عنها الجمهور سوى عيونها الجميلة وأدوار الإغراء التى اشتهرت بها.

 

 ففى أحد الروايات ذكر أنه فى يوم 15 مارس عام 1960 تحركت سيارة المشير عامر وسيارة برلنتى عبد الحميد ووقفتا أمام أحد الشاليهات بالهرم تجمع فيه مجموعة من أقاربهما وأصدقائهما ثم انطلقت زغرودة من والدة برلنتى بعد انتهاء كتابة وثيقة زواجها من المشير وشهد عليه اثنان من أشقاء المشير، وأصبحت برلنتى عبد الحميد الزوجة الثانية له وفى نفس العام اعتزلت الفن والسينما ولم تستطع الصحف أن تشير إلى سبب الاعتزال المفاجئ للنجمة الشهيرة، أثمر هذا الزواج عن إنجاب عمرو عبد الحكيم عامر.

 

بعدها عرف الرئيس جمال عبد الناصر بالقصة كاملة وعندما تحدث مع نائبه المشير عبد الحكيم عامر لم ينف الزواج وأكد للرئيس أن زواجه من برلنتى لن يعلم به أحد، حاول عبدالناصر أن يخفف من وطأة الحوار فسأل نائبه وعلى وجهه ابتسامه مصالحة، هل صحيح برلنتى حلوة كما يقولون؟، فرد عليه المشير أنه لم يتزوجها لمجرد أنها امرأة جميلة لكن لأنها أغنته عن صداقة الرجال بثقافتها وصراحتها وخفة ظلها.

 

لم تكن برلنتى ممثلة متألقة فقط، لكنها اقتحمت مجال الكتابة أيضا وطرحت كتابا حول زواجها من المشير عبد الحكيم عامر بعنوان «المشير وأنا» عام 1993، كما أصدرت فى عام 2002 كتابا آخر بعنوان «الطريق إلى قدرى.. إلى عامر» قالت عنه إنه أفضل توثيقا من كتابها الأول.

 

تروى برلنتى فى كتابها الأول «المشير وأنا» ذكريات الفترة الواقعة ما بين 5 يونيو عام 1967 حتى وفاة جمال عبد الناصر، وقالت: «لا أظن أن فى مصر كلها من لم يكتو بنار هذه الحقبة، ولأنى مصرية، فقد اكتويت بها مع سائر المواطنين، لكنى انفردت بنصيب أوفر من العذاب بحكم زواجى من المشير عبد الحكيم وبحكم ما عرضنى له هذا الزواج من الاعتقال، والتشهير والتعذيب فى مبنى المخابرات العامة، وبحكم المضايقات والتعقب بعد الخروج وإطلاق سراحى»، كما تفسر برلنتى نهاية المشير عبد الحكيم عامر بأنها يمكن فهمها من خلال معرفة علاقته بالروس وثانيا علاقته بجمال عبد الناصر.

 

وقالت برلنتى إن جمال عبد الناصر كان مصدقا ومؤمنا لكلام العرافين والداجلين وقالت إنه من الضرورى أن أورد نبوءة إحدى العرافات، التى قالتها لجمال وعبد الحكيم، ذات يوم قبل الثورة، وهما بعد لم يزالا شابين طموحين يمتلئ قلباهما بالآمال والأحلام.. قالت لهما العرافة، "إن نجميكما مرتبطان ببعضهما فإذا علا أحدكما يعلو معه الآخر.. وإذا هوى أحدكما هوى معه الآخر.. وسيكون لكما صيت ينتشر فى كل مكان.

 

 وقد روى لىّ المشير هذه النبوءة وذكر أن العرافة رفضت رفضا باتا أن تأخذ منهما أجرا على ذلك، وتشير برلنتى فى كتابها، بعد نكسة 1967 كان المشير عبد الحكيم عامر يعرف فى قرارة نفسه أن حكما بالموت قد صدر ضده، فهو رجل السياسة الذى يجيد قراءة العلامات الدالة على نوايا الأجهزة السرية، وأذكر القارئ بأن هذه الأجهزة قد أشاعت، كذبا، أن المشير حاول الانتحار لكن تم إنقاذه، ومعنى ذلك – لدى الناس – أن من أراد الانتحار مرة قد يعود إلى محاولته فينتحر، وإذن فنيتهم مبيتة أن يقتلوه.

 

ورحلت الفنانة برلنتي عبد الحميد عن عمر ناهز 75 عاماً في مستشفى القوات المسلحة بعد إصابتها بجلطة في المخ.

البنك الأهلي
نفيسة برلنتي عبد الحميد عبد الحكيم عامر جمال عبد الناصر زواج السيدة زينب افلام مصر اخبار مصر صندوق التمويل العقاري ندى الكامل عبدالحليم حافظ وزارة التموين والتجارة الداخلية
tech tech tech tech
CIB
CIB