موقع السلطة
السبت، 23 نوفمبر 2024 02:49 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
تقارير

قصر الطاهرة.. الشاهد على تاريخ مصر القديم (صور)

موقع السلطة

قصر الطاهرة، الكائن في منطقة سراي القبة، واحدًا من أجمل القصور التي شيدت في عهد أسرة محمد علي بالقاهرة، شاهدا على أهم الأحداث التاريخية في تلك الحقبة الزمنية، حتى اندلاع أحداث يوليو عام 1952، وإعلان الجمهورية، كما كان مسرحًا لعمليات حرب أكتوبر، ومقر إقامة اللقاءات بين القادة للاستعداد للحرب عام 1973.

قام ببناء قصر الطاهرة المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك، للأميرة أمينة عزيزة، ابنة الخديو إسماعيل، ووالدة محمد طاهر باشا، وتم بناء القصر على الطراز الإيطالي ويظهر ذلك جليًا في السلالم الرخامية والسقوف المرمر الرائعة، ويعتبر أنطونيو لاشياك، من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر، فهو الذي صمم مجموعة كبيرة من مباني وسط البلد مثل الفرع الرئيسي لبنك مصر، عمارات الخديوية، المبنى القديم لوزارة الخارجية المصري بميدان التحرير، مدرسة الناصرية بشارع شامبليون، مبنى محطة الرمل بالإسكندرية، وعندما احترق قصر عابدين، رممه وأعاده أفضل مما كان عليه.

وتتضح براعة «لاشياك» في قصر الطاهرة، حيث استغل كل ركن به، وعلى الرغم من مساحته الصغيرة، إلا انه أصبح من أجمل القصور على غرار القصور الملكية،والقصر تحيطه حديقة بديعة، خلقت تناسق رائع بين بهاء المبنى والطبيعة الخلابة المحيطة به، وكان لتأثيثه من الداخل واختيار ديكوراته دور مهم فى توفير الشعور بالترحاب والراحة للزائر والمقيم ، حيث وزعت التحف وقطع الأثاث داخل الغرف بتناسق وجمال ينم عن ذوق رفيع .

موضوعات ذات صلة

وكان جار طاهر باشا الوحيد خاله الملك فؤاد، الذي كان يقيم في قصر القبة، وعلى الرغم من زواج طاهر باشا الملكي لفترة قصيرة من إحدى بنات عمومته، حيث كان هذا الحفيد الوحيد من أحفاد الخديو إسماعيل، والذي عاش أعزب معظم حياته.

ولد محمد طاهر باشا في إسطنبول، واعتبر محمد طاهر تركياً أكثر من كونه مصرياً بعد أن أمضى جزءا من طفولته بين الضواحي الراقية في إسطنبول، وطاهر باشا مُولعُا بالرياضة، ولذلك كان أول رئيس للجنة الأولمبية المصرية وراعي للأنشطة الرياضية الأخرى، وتشمل نادي محمد علي، النادي الملكي للسيارات ونادي الفيروسية.

وعرف عن طاهر باشا موالاته للألمان، فإبان الحرب العالمية الثانية، أمرت بريطانيا بوضعه تحت الإقامة الجبرية داخل منزل بحلوان ثم في المستشفى العسكري بالقبة، وفيما بعد في سجن بسيناء، وانتقل بعد ذلك للعيش واستكمال حياته في فيلا بالزمالك . هذه وقد سكن القصر بشكل مؤقت بعض أفراد العائلة المالكة .

عام 1941 قام الملك فاروق بشراء القصر باسم الملكة فريدة بمبلغ 40 ألف جنيه، واشترى الفيلا المجاورة له، وضم إليه عددا من الأراضي، حتى بلغت مساحته 8 أفدنة، ثم استرده منها، مقابل 117 فداناً بمحافظة الشرقية.

ويحتوي قصر الطاهرة على عدد من التحف والتماثيل الرخامية لفنانين إيطاليين، فكان بمثابة متحف للنوادر والروائع من التحف الملكية وتابلوهات لأشهر رسامين فى العالم . وقد حالت المساحة الصغيرة لقصر الطاهرة، دون تحويله إلى مقر للحكم وعلى الرغم من صغر حجمه فهو من أفخم القصور فى العالم.

تم مصادرة القصر مع بقية القصور التى تنتمي إلى سلالة عائلة محمد علي عام 1953 و ذلك بعد سقوط الحكم الملكي، وتم بيع أغلب مقتنياته في مزاد تحت إشراف الدولة. وقد شهد قصر الطاهرة العديد من الصراعات على ملكيته، ففي عام 1996، خرج بنات الملك فاروق يطالبن بأحقيتهن في القصر من الناحية القانونية، وأنه ملك لوالدتهن الملكة فريدة، وأن الملك فاروق قام بشراءه عام 1941 بمبلغ أربعين ألف جنيه، وكانت حجتهم أن فريدة ذو الفقار كانت متزوجة من الملك ولم تكن من سلالة محمد علي وبالتالي لا يحق تنفيذ قانون المصادرة عليها.

و عن أهم الأحداث التاريخية التي شهدها القصر، شهد جلسة عمل تاريخية طوال الليل بين الرئيس محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، خلال زيارة الملك سعود في مصر، والذي نزل ضيفًا على القصر أثناء زيارته فى مارس 1954 وكان دافع تلك الجلسة هو اقامة تسوية مؤقتة بين عبد الناصر ومحمد نجيب، ولكن في نهاية المطاف أطاح عبد الناصر بمحمد نجيب من السلطة في نوفمبر من ذلك العام .

كما كان القصر مقرًا لإقامة فتحية نكروما، زوجة أول رئيس لغانا كوامي نكروما، وأسرتها لبعض الوقت في أعقاب تشكيل حركة عدم الانحياز، كما كان القصر مقراً فيما بعد لإقامة أرملة شاه إيران عام 1980، كما أقام فيه رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان .

وشهد قصر الطاهرة أهم حدث في تاريخ مصر الحديث، فقد كان مسرحا لعمليات حرب أكتوبر 1973، حيث توجد به صورة شهيرة للرئيس الراحل أنور السادات وحوله رجال الجيش، يقفون حول طاولة كبيرة يناقشون عليها خطة الحرب، وهي نفسها طاولة البلياردو التي كان أحضرها الملك فاروق من قصر محمد علي في شبرا الخيمة وضمها للقصر . وخلال عام 1973، شهد القصر لقاءات الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، وكان هناك نشاط من نوع مختلف، حيث كان هناك تكتم شديد ، وتم تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب، وغطت الخرائط الضخمة لسيناء المرايا البلجيكية، وأيضا التذكارات واللوحات التي كانت تزين الجدران، غطتها صور منطقة قناة السويس، حيث وجه السادات تعليماته بشأن عبور القناة من ذلك المكان .

وفي مايو عام 2015، نشرت جريدة الوقائع المصرية، قرارًا باعتبار قصر الطاهرة، وملحقاته أثرًا تاريخيًا، ويسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، طبقا لما هو موضح بالحدود والمعالم بالمذكرة الإيضاحية والخريطة المساحية .

وجاء في المذكرة الإيضاحية، أن هذا القصر الواقع بشارع سليم الأول بمنطقة الزيتون محافظة القاهرة، أنشأه الخديو إسماعيل في منتصف القرن التاسع عشر لابنته الأميرة أمينة هانم، والدة محمد طاهر باشا، وقد أطلق عليه اسم «تحفة القصور» والسرايا الكبرى، وسمي بقصر الطاهرة نسبة إلى الملكة صافيناز ذو الفقار التي لقبت بالملكة فريدة وأطلق عليها الشعب لقب الطاهرة، وقد كانت متزوجة من الملك فاروق، واستعاد قصر الطاهرة جماله وبريقه من جديد وبرغم من صغر مساحته إلا أنه من أجمل القصور .

البنك الأهلي
قصر الطاهرة صافيناز الملكة فريدة اجمل القصور السرايا الكبري
tech tech tech tech
CIB
CIB