رئيس جامعة الأزهر: القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء
محمد هاني موقع السلطةقال فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إنَّنا نعيش في هذه الأجواء الرمضانية مع كلام ربنا ومع شيء من لطائف الذكر الحكيم في آيات الصيام، والقرآن لا تنقضي عجائبه ولا ينفد على كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء كما قال نبينا ﷺ، وقال سهل بن عبد الله: «لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه»، يعني فهم من الكلمة الواحدة أو من الجملة الواحدة ألف معنى واستنبط ألف حكم ما استطاع أن يصل إلى نهاية ما أودعه الله في آية من كتابه، ذلك لأنه كلام الله، وكلامه صفته، وكما أنه لا نهاية لصفاته فلا نهاية لفهم كلامه.
وأضاف فضيلته خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم الاثنين 12 رمضان، أنه إذا استفتحنا آيات الصيام هي وقفات قليلة، نجد أن الله عز وجل قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، ولو فتحنا المصحف وبدأنا بأول سورة البقرة سنجد أركانًا ثلاثة ذكرها الله وبني عليها هذا الدين وهي شهادة ألا إله إلا الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ}، ثم تنتقل فتجد ذكر الصيام في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ }، ثم في الربع الذي بعده: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}، فهذه أركان الإسلام وهذا منبعها في كتاب الله.
رئيس جامعة الأزهر: أيامًا معدودات دليل على قلة أيام الصيام ورسالة لاستغلالها
وأوضح فضيلته أن ثمرة الصيام هي التقوى، وقد جاء ذلك في أول وآخر آية نزلت في الصيام، فأول آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وآخر آية في الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وختمت هذه الآية بقول الله: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، فالتقوى هي ثمرة هذا الشهر، فمن خرج منه بالتقوى فقد خرج بالخير كله، والتقوى هي ثمرة الصيام والصلاة والحج وثمرة كل العبادات وكتاب الله يشهد بذلك.
موضوعات ذات صلة
- لا تفوت الخير على نفسك.. آيتان من يرددهما يفوز بثواب قيام الليل
- شيخ الأزهر: المقصد من تشريع الضرب لحالة النشوز ليس إهانة الزوجة وإنما ردها لصوابها
- ما هو النشوز الذي يستوجب علاجا استثنائيا؟.. شيخ الأزهر يجيب (فيديو)
- لماذا نعبد الله؟.. باحث بمرصد الأزهر يجيب| فيديو
- البحوث الإسلامية: انتصارات العاشر من رمضان مرحلة مهمة في حياة المصريين
- شيخ الأزهر: من يحتج بآية وَاضْرِبُوهُنَّ ضد المرأة فهو جاهل
- حكم إخراج زكاة المال للقريب الفقير.. الأزهر: له أجران
- شيخ الأزهر: الضرب بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان حرام شرعا
- بتوجيهات الإمام الأكبر.. جامعة الأزهر تستعد لاستقبال الطلاب المغتربين في الإفطار الجماعي
- الإمام الأكبر يوجه بزيادة وجبات الإفطار بالجامع الأزهر وتنظيم إفطار للطلاب المغتربين
- شيخ الأزهر: ضرب الزوجة يكون اضطرايًا لإنقاذ الأسرة من التدمير
- الإمام الأكبر يوجه بزيادة وجبات الإفطار بالجامع الأزهر وإقامة موائد للطلَّاب
وأكد فضيلته أن العبرة بالشعائر والعبادات أنها ترقق القلب وتربي الضمير وتحييه وتحي النفس الإنسانية وتحرك الشعور الإنساني وتجعل عند الإنسان وازعًا دينيًّا، يقف عند الحلال وعند الحرام ويتحرى ويعيش حياته ليؤدي رسالة، محذرًا من أداء العبادات دون الاستفادة منها كما قال النبي ﷺ مثلا في هذا الأمر في أمر الصيام: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ والعَطش»، فالعبرة بالشيء الذي يمكث في قلب العبد ويبقى في النفس ويربيها ويهذبها لتعيش حياة جديدة مع الناس ومع نفسها ومع الله عز وجل.
وبيَّن فضيلته أن شهر رمضان جاء عنه في القرآن: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}، وهناك بعض الآيات في القرآن فيها: {أَيَّامًا مَعْدُودَةً}، وكلاهما متبع في كلام العرب، تقول في وصف غير العقل دائمًا، تقول: «جبال راسية» و«جبال راسيات»، ولكن قالوا إن بينهما فرقًا، وإن جمع المؤنث السالم في «معدودات» و«راسيات» رمز على القلة، أي أن معدودات أقل من معدودة، إذن شهر رمضان: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ}، أي قليلة، فيجب على العبد أن يغتنم هذه الأيام المعدودات ولا يضيع لحظة منها.
وتابع رئيس جامعة الأزهر أن الله قبل أن يتكلم عمن يطيق تكلم عمن لا يطيق الصوم وقال: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، ثم بعدها قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، فذكر من يشهد الشهر ويصومه مرة واحدة وذكر أصحاب الأعذار مرتين، وهكذا الإسلام دائمًا مع الضعيف.