وزير الأوقاف: رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريما لخاتم الأنبياء
كتب اشرف سلام موقع السلطةقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن من المسجد الحرام كان إسراء سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى المسجد الأقصى، ومن الأقصى كان معراجه (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، ليرى من آيات ربه الكبرى، في ربط عظيم بين المسجدين في نفوس المسلمين جميعًا إلى يوم الدين، حيث يقول الحق سبحانه: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" (الإسراء: 1).
وأضاف وزير الأوقاف، أن من أهم دروس هذه الرحلة المباركة درس الفرج بعد الشدة، ومعية الله لعباده المؤمنين، وضرورة الصبر وعدم اليأس مهما يكن أمر الصادين عن دين الله (عز وجل)، فإذا ضاق الأمر اتسع.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أنه لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم)، فبعد وفاة أبي طالب والسيدة خديجة (رضى الله عنها) اشتد الأذى برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه لصدهم عن إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته، فخرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بني قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفين، وتوجه (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذي سجله التاريخ في سطور من نور: "اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"، فكانت هذه الرحلة العظيمة، ليرى (صلى الله عليه وسلم) من آيات ربه الكبرى ما يزداد به إيمانًا على إيمانه، ويقينًا على يقينه، وثباتًا على ثباته، فمن كان مع الله كان الله معه، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، فالأمر أمره، والحكم حكمه، والكون كله قبضته.
موضوعات ذات صلة
- رأي الإفتاء حول إنكار الأحداث التي وقعت في رحلة الإسراء والمعراج
- ما حكم زيارة المسجد الأقصى والقدس؟ كريمة يجيب
- حكم صيام الإسراء والمعراج.. الإفتاء تُجيب
- ما حكم انتحال الحقوق الفكرية والتعدي عليها دون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب
- الإسراء والمعراج | رحلة إيمانية رفقة أمين الوحي ”جبريل ”
- الرئيس الفلسطيني: نشهد كل يوم اعتداءات المستوطنين في الأقصى بحجة حقهم فيه
- السعودية تعلن مشروع سفر لإفطار الصائمين بالمسجد الحرام خلال رمضان
- الشيخ الطاروطي: 58 دولة تشارك في مسابقة القرآن الكريم هذا العام .. فيديو
- 60 ألف شخص يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 8 مشاهد رآها الرسول في رحلة الإسراء والمعراج
- المسجد النبوي يستقبل قرابة ٨ ملايين زائر ومصل منذ بداية العام ١٤٤٤هـ
- خدمات ضيوف الرحمن.. رئاسة شئون الحرمين تعلن عن مسارات خاصة وعربات كهربائية لمساعدة كبار السن وذوى الهمم.
وتابع: وينبغي أن نتحلى بالشكر عند النعماء، والصبر عند الشدة والبأساء، وندرك أن لكل ضيق سعة، ولكل هم فرجًا، وكل شدة إلى زوال، وقد قالوا: "لا يغلب عسر يسرين"، إذ يقول الحق سبحانه: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (الشرح: 5-6).
وأكد أنه ينبغي علينا أن ندرك يقينًا أن الأمر كله بيد الله تعالى، وأَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، ويقول سبحانه وتعالى: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (فاطر: 2)، ويقول الحق سبحانه: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ" (الزمر: 38)، ويقول سبحانه: "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (الحديد: 22-23).
وفي هذه الرحلة المباركة تتجلى عظمة وطلاقة القدرة الإلهية، حيث أُسرى بنبينا (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماوات العلا، ومنها إلى المسجد الأقصى مرة أخرى، ثم إلى مكة المكرمة في ليلة واحدة، فلما أخبر (صلى الله عليه وسلم) قريشًا بذلك قالوا: كيف ذلك ونحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا؟!، صف لنا المسجد، فوصفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما هو، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ، قُمْتُ فِي الحِجْرِ، فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ المَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ" (صحيح البخاري).
وقال وزير الأوقاف، إنها قدرة الله سبحانه الذي لا يعجزه شيء، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (يس: 82).