ذكرى ميلاد عبد الناصر.. ماذا قال السادات عنه في «يا ولدي هذا عمك جمال»؟
سمر منير موقع السلطةيوافق اليوم الذكرى الـ105 لميلاد الزعيم جمال عبدالناصر، صاحب الحضور القوي ليس على المستوى الوطني فقط، وإنما على المستوى الإقليمي والدولي أيضا رغم مرور ما يزيد على نصف قرن على رحيله، وبهذه المناسبة نستعرض ما كتبه عنه الرئيس الأسبق أنور السادات في كتاب «يا ولدي هذا عمك جمال» والذي يكشف فيه جوانب من شخصية عبدالناصر والعلاقة التي جمعتهما وعلاقته بالضباط الأحرار الذي يقاموا بثورة 23 يوليو 1952.
روى السادات في الكتاب بلغة بسيطة إذ يوجهه لابنه بالأساس، عدد من المحكايات منها فصلا يحمل عنوان «شخصية عمك جمال» عن الهيئىة التأسيسية قبل قيام ثورة يوليو وافقت على تعيين قائد مسنّ للهيئة من خارج الهيئة إلا واحد عارض هذا الموقف وهو السادات شخصيا.
موضحا: «كان هناك ثلاثة مرشحون أختير منهم محمد نجيب وبعد أن صدر هذا القرار أذكر أنني اجتمعت على انفراد بعمك جمال في شقته بكوبري القبة وأخذت أتناقش معه وأبدي له تخوفي من تسلم رجل غريب لقيادة الثورة التي لم تبدأ بعد»
موضحا: « وكان محور خوفي أن الرجل بحكم سنه وعقليته وجيله الذي نشأ فيه لن يستطيع أن يفهم العمل الثوري ولا يرجى منه بعد هذه السن أن يعيش بعقلية غير عقليته مما يشكل خطرا جسيما على الثورة خصوصا عند البدء.
النفس البشرية:
وأذكر أنه بأن على عمك جمال قد اقتنع وأخذ ينفث دخان سيجارته على عادته حين يكون مستغرقا في التفكير ثم لم يلبث أن قطع الصمت قائلا: «يجب أن تحسب حساب النفس البشرية.. »
ولم أفهمه أول الأمر، ولكن عمك جمال لم يلبث أن استطرد قائلا: «نحن جميعا في الهيئة التأسيسية زملاء وفي سن واحدة، ورتبنا تكاد تكون واحدة، والذي جمعنا في هذا العمل هو الصداقة أولا ثم الإخوة والمحبة، اللتان ولدتا الثقة، بدليل أننا نتآمر ليل نهار ولا يحس بنا أحدا»
وأكمل «وأخشى ما أخشاه أننا إذا جعلنا قيادة الثورة فينا أن يفتح هذا الأمر ثغرة في نفس واحد مما ونحن بشر، والنفس البشرية مليئة بالانفعالات بل لا أريد أن أفرض احتمالا واحدا في الألف فيه شك من انفعال في نفس أي واحد فينا لأن المسؤولية مسؤولية ومستقبل شعب، وبالثقة والمحبة نستطيع أن نحقق المستحيل»