«هدف رونالدو» حديث الجميع فى قطر.. والمدير الفنى: الأهم أننا فوزنا ولا يهم من أحرز
ماهر محمد موقع السلطةأمسية برتغالية جديدة عاشتها العاصمة القطرية الدوحة، حتى الساعات الأول من صباح اليوم، احتفالًا بانتصار جديد لـ«برازيل أوروبا»، أو انتصار جديد للنجم العالمى كريستيانو رونالدو- إن صح القول- فكل من أتوا وجعلوا الملعب ممتلئًا على آخره، كان هدفهم الأول والأخير هو «الدون» وليس البرتغال.
كان محيط ملعب «لوسيل» مثل مسرح، أو ساحة تشهد عيدًا قوميًا، جاء إليه ٩٠ ألفًا متلونين بـ«الأخضر والنبيتى»، رسموا الأعلام على وجوههم، وزينوا رءوسهم بـ«الباروكات» الملونة بالألوان ذاتها.
حمل هؤلاء أدوات التشجيع، غنوا، وتلاحموا بحماسة كبيرة قبل المباراة بـ٣ ساعات، وكأنهم فى لحظة استقبال أكبر زعيم سياسى.
انتهت المباراة بهدفين مقابل لا شىء للبرتغال، وارتفع رصيد «الدون» ورفاقه إلى ٦ نقاط فى الصدارة، ليضمن الصعود رسميًا، وبقى أوروجواى بنقطة يتيمة، يجعله فى حاجة إلى الانتصار على غانا فى الجولة الأخيرة، الذى يحتاج إلى نقطة واحدة كى يعبر للدور الثانى.
لكن خارج الملعب لم تنته المباراة، ورغم أن المسافة بين سور «لوسيل» ومحطة المترو الرئيسية لا تتعدى مئات الأمتار، فإن أسرع شخص احتاج إلى ٥٠ دقيقة كاملة كى يقطع هذه المسافة البسيطة، بسبب كثرة المشجعين ووجودهم بأعداد كبيرة.
هربًا من الانتظار الطويل، وللقضاء على حالة الملل فى الصفوف، قدمت الجهات المنظمة فقرات ترفيهية جمعت مختلف الثقافات.
بـمكبرات للصوت، يهتف ويغنى منظمو الطرق، الذين استعانت بهم قطر، وخلفهم يهتف الآلاف ويتغنون معهم، تارة تعلو الأصوات لـ«رونالدو»، وأخرى يظهر الدعم لـ«ميسى» بطلب العشرات الهتاف له عبر مكبر الصوت، وبخفة دم وروح فكاهية يفاجئك المنظم الإندونيسى: «وينه»، ثم يتبعها: «أنا أحب سالم الدوسرى»، فيتحول المشهد إلى مسرح يسعد الجميع، وهكذا نجحت كرة القدم فى تقريب الثقافات، وبلغة أسهل تعرفوا على بعضهم البعض، وتقبل كل منهم الآخر، وحتى هذه اللحظة، لا مكان للتعصب الجماهيرى هنا.
ظل محيط «لوسيل» مزدحمًا بالضجيج والاحتفالات، والفقرات والعروض الفنية التى تقدمها فرق موسيقية عالمية، وسادت الألوان البرتغالية الساحة، لكن ذلك لم يمنع الزوجة اليابانية التى ترتدى قميص لويس سواريز من مشاركة زوجها الذى يرتدى قميص «رونالدو» بالاحتفال.
داخل الملعب كان «رونالدو» مهمومًا بشىء واحد: «اعطونى الهدف، لقد سجلته بشعرى»، طارد الحكام عقب المباراة محاولًا إقناعهم بالأمر، وكذلك تحدث مع المراقبين، ثم مع زملائه، وحتى المنافس لم يسلم من إصراره على أن الهدف الأول كان هدفه.
الاتحاد البرتغالى لكرة القدم فى موقف مفاجئ قد يُحدث شقاقًا ويؤتى ثمارًا سلبية، تخلى عن حياده تجاه أبنائه، وفضّل الوقوف إلى جانب كريستيانو رونالدو على برونو فرنانديز.
وفق صحفيين برتغاليين، فإن الاتحاد البرتغالى سيقدم أدلة إلى «فيفا» لإثبات صحة أن كريستيانو رونالدو هو من أحرز الهدف، وليس «برونو».
لكن فرناندو سانتوس، المدير الفنى البرتغالى، كان أكثر وعيًا من مسئولى اتحاد الكرة البرتغالى، ولأنه يخشى تبعات الانحياز للاعب على حساب آخر، وما قد يخلفه من أثر سلبى فى غرفة اللاعبين، رد على تساؤل حول مَن مسجل الهدف بضحكة استكملها بالقول: «لا يهم.. الأهم أن البرتغال فاز، وأنه سيواجه كوريا».
وقال المدير الفنى لمنتخب البرتغال إن فريقه استحق الفوز على أوروجواى بثنائية نظيفة، معتبرًا أن جميع لاعبى البرتغال قدموا أداء مميزًا فى اللقاء، وأن منتخب بلاده كان أقوى واستحق الفوز والتأهل للدور المقبل فى المونديال.
وأضاف: «نجحنا فى تحقيق هدفنا بحصد ٦ نقاط فى أول مباراتين بكأس العالم، وسنخوض اللقاء المقبل أمام كوريا الجنوبية بكل جدية رغم حسم التأهل». كما أشاد بمنتخب أوروجواى، وقال إنه لعب بشكل جيد، خاصة خلال الشوط الأول، لكن البرتغال كان أكثر حسمًا ونجح فى تسجيل هدفين.