ما حكم التبرع بالأعضاء وهل تعد صدقة؟.. الإفتاء تجيب
مها محمد احمد موقع السلطةما حكم التبرع بالأعضاء .. يرغب كثيرون في معرفة حكم التبرع بالأعضاء وهل تعد صدقة أم لا وفي التقرير التالي حكم التبرع بالأعضاء وفقا لفتاوى دار الإفتاء المصرية.
حكم التبرع بالأعضاء
الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يُعد من الصدقات مصداقًا لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا».
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريحات تليفزيونية أن هذا يأتي من باب الصدقة الجارية، وعودة النفع على الغير، لافتًا إلى أن ذلك يكون بشروط حددتها الإفتاء والقانون.
شروط التبرع بالأعضاء
وضعت دار الإفتاء، شروطا في حكم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وعدد من الضوابط لكي يرخص في نقل العضو البشري من الميت إلى الحي، وهي:
- أن يكون المنقول منه العضو قد تحقق موته موتا شرعيا، وذلك بالمفارقة التامة للحياة، أي موتا كليا، وهو الذى تتوقف جميع أجهزة الجسم فيه عن العمل توقفا تاما تستحيل معه العودة للحياة مرة أخرى، بحيث يسمح بدفنه، ولا عبرة بالموت الإكلينيكي أو ما يعرف بموت جذع المخ أو الدماغ، لأنه لا يعد موتا شرعا، لبقاء بعض أجهزة الجسم حية، إلا إذا تحقق موته بتوقف قلبه وتنفسه وجميع وظائف مخه ودماغه توقفا لا رجعة فيه، وكان عمل بعض أعضائه إنما هو إلى بفعل الأجهزة، وتكون روحه قد فارقت جسده مفارقة تامة تستحيل بعدها عودته للحياة، لأنه حينئذ لم يعد نفسا حية.
ونوهت دار الإفتاء، إلى أن التحقق من الموت بناء على ما سبق يكون بشهادة لجنة مكونة من 3 أطباء - على الأقل - متخصصين من أهل الخبرة العدول الذين يخول إليهم التعرف على حدوث الموت، وتكون مكتوبة وموقعة منهم، ولا يكون من بينهم الطبيب المنفذ لعملية زرع العضو المراد نقله، وهذه اللجنة يصدر بها قرار من الوزير المختص، فإذا لم يمكن - من قبيل الصناعة الطبية - نقل العضو المراد نقله من الشخص بعد تحقق موته بالشروط المذكورة فإنه يحرم حينئذ النقل، ويكون ذلك بمثابة قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق.
حكم التبرع بالأعضاء
وأوضحت دار الإفتاء، إنه جائز شرعا، مؤكدة أنه من الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء؛ للمحافظة على النفس والذات نقل وزرع بعض الأعضاء البشرية من إنسان لآخر، سواء من حي لمثله، أو من الميت الذي تحقق موته إلى الحي.
ولفتت الدار، إلى أن حكم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، إذا توافرت فيه شروط معينة لا تعد هذه العملية من نطاق التلاعب بالإنسان الذي كرمه الله ولا تحوله إلى قطع غيار تباع وتشترى، بل يكون المقصد منها التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر، وإذا لم توجد وسيلة أخرى للعلاج تمنع هلاك الإنسان وقرر أهل الخبرة من الأطباء العدول أن هذه الوسيلة تحقق النفع المؤكد للآخذ ولا تؤدي إلى ضرر بالمأخوذ منه ولا تؤثر على صحته وحياته وعمله في الحال أو المال.
وأضافت في حكم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، أن هذا حينئذ يكون من باب إحياء النفس الوارد فى قوله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، ويكون من باب التضحية والإيثار أيضا الذين أمر الله تعالى بهما وحث عليهما في قوله سبحانه: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).