بعد اعتراف الأب بارتكاب الجريمة.. القصة الكاملة لمقتل طفلي الدقهلية من البداية إلى النهاية

جريمة بشعة هزت الجميع وتحديدا أهالي محافظة الدقهلية، عقب الإبلاغ بخطف طفلين شقيقين يدعيان «ريان ومحمد»، من داخل الملاهي أثناء اصطحاب والدهما للتنزه بإحدى الحدائق بالدقهلية، ثم العثور على جثيهما غارقين في إحدى الترع بدمياط.

البداية كانت بتلقي اللواء محمد حجي، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء محمد شرباش، مدير المباحث الجنائية، ببلاغ لمركز شرطة ميت سلسيل، من محمود نظمي السيد، ومقيم منطقة البحر الجديد بالمدينة، باختطاف ابنيه «محمد، وريان»، أثناء وجودهما في الملاهي معه.

وروى والد الطفلين، أمام الرائد محمد فتحي صالح، رئيس المباحث، أنه كان مع ابنيه للاحتفال بالعيد في الملاهي، إلا أنه فوجئ بشخص يحتضنه، ويخبره أنه كان زميله في المرحلة الابتدائية، وظل يتحدث معه وعندما تركه وذهب، لم يجد الولدين.

في ثان أيام عيد الأضحي «الأربعاء الماضي»، عثر عدد من أهالي فارسكور بدمياط، على جثتي طفلين في إحدى الترع بالمركز، تبين بعد استخراجهما، أنهما الطفلان المبلغ باختطافهما مساء الثلاثاء.

وتلقى اللواء محمد حجي، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من العميد محمد شرباش، مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ من مديرية أمن دمياط، بالعثور على جثامين طفلين أشقاء داخل إحدى الترع الموجودة بمركز فارسكور التابع لمديرية أمن دمياط، وعلى الفور تم التنسيق بين مديرتي أمن الدقهلية ودمياط لكشف لغز العثور على مقتل الطفليين وبيان ما بهما من إصابات.

التحقيقات في بداية الواقعة، وفقا لمصدر أمني، كانت تشير إلى احتمال وجود شبهة انتقام من والد الطفلين، خاصة وأن الأب له تعاملات مادية مع أشخاص، لكن حدثت مفاجأة الخميس، أنه تم استدعاء والد الطفلين، وتبين وجود خلاف بين والد الطفلين وأحد سماسرة تجار الآثار غير المشروعة بمركز أجا حول قطة أثرية «قطة فرعونية» اجتلبها من تشكيل إجرامي في دمياط، وفقا لأقواله في التحقيقات.

وأضاف والد الطفلين، أنه أعطى للسمسار مبلغ 300 ألف جنيه كعمولة على القطعة الفرعونية والمبلغ المتفق عليه 800 ألف جنيه، مؤكدا أنه ما حدث للطفلين إجراء انتقامي.

وفجر مصدر أمني مفاجأة، أنه عقب استدعاء والد الطفلين للاستماع إلى أقواله مرة أخرى، الخميس الماضي، لم يتم العثور عليه سواء في منزله أو المناطق والأماكن التي يتردد عليها، وأغلق هاتفه المحمول، وبدأ البحث عنه، مشيرا إلى أن فريق البحث استدعى عم الطفلين لمحاولة الحصول على أية معلومات تساعد في الوصول إلى مرتكبي الواقعة إلا أنه لم يقدم أي جديد، سوى قوله إن جد الطفلين أصيب بجلطة فور معرفته بالواقعة.

وتوالت المفاجآت في الواقعة، حتى تفاجأ الجميع باعتراف الأب بقتل طفليه، بسبب معاناته من مرض نفسي وزيادة الديون عليه، حتى قرر التخلص من طفليه خوفا من تقلبات الحياة، وأكد مصدر أمني، أن والد الطفلين اعترف بارتكاب الجريمة، وأنه اختلق واقعة قيام أحد الأشخاص باستيقافه أثناء خروجه مع طفليه بالملاهي، بدعوى أنه صديقه، وفوجئ باختفاء طفليه، وأن سيدة منتقبة اصطحبتهم داخل توكتوك، مشيرا إلى أن كاميرات المراقبة أوضحت أن الطفلين خرجا مع الأب من الملاهي.

وخرجت اليوم السبت، وزارة الداخلية، وأعلنت في بيان رسمي تفاصيل مقتل طفلي الدقهلية، وقالت إنه فى ضوء بلاغ سابق لمركز شرطة ميت سلسيل من «محمود. ن. م»، 33 سنة، مزارع، أنه أثناء تواجده بأحد المتنزهات العامة بمدينة ميت سلسيل يرافقه نجلاه «ريان»، 5 سنوات، و«محمد»، 3 سنوات، فوجئ باختفائهما عقب انشغاله بالحديث مع أحد الأشخاص، والعثور على جثتى الطفلين بنهر النيل بمدينة فارسكور بدمياط، وما أفاد به مفتش الصحة بأن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق.

وقام قطاع الأمن العام، بالاشتراك مع أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن الدقهلية، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة مستعينين فى ذلك بأحدث تقنيات التكنولوجيا لسرعة التوصل للقائمين على ارتكابها، إلا أن أفراد فريق البحث تلاحظ لهم أن سلوك والد الطفلين لا يتناسب مع هول الواقعة وفقدانه لطفليه، الأمر الذى دفع أفراد فريق البحث للشك به، وما أدى إلى زيادة الشكوك والشبهات حول الوالد ما توصلت إليه التحريات بأن شخصيته مضطربة وتتسم باللامبالاة والاستهتار، وتعاطيه للمواد المخدرة، وحديثه مع المحيطين به عن رغبته فى التحرر من مسئولية تربية الطفلين، إضافةً إلى مغافلته للحاضرين لمراسم دفن طفليه عقب وفاتهما وهروبه.

كما تأكد تواجد والد طفلي الدقهلية بمدينة فارسكور باتصاله بزوجته فى وقت متزامن مع إلقاء الطفلين بنهر النيل ومشاهدته لأحد معارفه بمنطقة كوبرى فارسكور، أيد الأخير ذلك كما رصدت كاميرا بمحطة وقود بناحية قرية حجاج بمدينة فارسكور الأب المتهم وبصحبته الطفلين داخل سيارته متوجها إلى كوبرى فارسكور أعلى نهر النيل.

وأوضحت الداخلية تفاصيل مقتل طفلي الدقهلية، وعقب تقنين الإجراءات، تمكن فريق البحث من ضبطه، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات من معلومات تبين أنه مرتكب الحادث، حيث اعترف والد طفلي الدقهلية تفصيليا باصطحابهما صباح يوم العيد بسيارته وتوجه لزيارة أحد أقاربه، وعقب ذلك اصطحبهما لمدينة الملاهى لاختلاق واقعة اختفائهما ثم اصطحبهما بسيارته وتوجه بهما إلى أعلى كوبرى فارسكور وقام بإلقائهما بنهر النيل وأخبر زوجته هاتفيا أنه فقد الطفلين على غير الحقيقة بالملاهى.

ثم عاد لمدينة الملاهى مرة أخرى وطلب من أحد أصدقائه الاتصال بشرطة النجدة والإبلاغ عن فقد الطفلين، وتأيد ذلك بشاهدى رؤية «مهندس زراعى - عامل بمدينة الملاهى»، حيث شاهداه حال خروجه من مدينة الملاهى بسيارته وبصحبته الطفلين، وعلل ارتكابه الواقعة لسوء علاقته بزوجته واتهامها الدائم له بعدم تحمل مسئولية تربيتهما، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة لمباشرة التحقيقات.قالت نيفين القباج نائب وزير التضامن الاجتماعى للحماية، بأن برنامج تكافل وكرامة هو منظومة حماية متكاملة تنفذها وزارة التضامن الاجتماعى لرفع مؤشرات الأسرة ومساعدتها على الخروج من دائرة الفقر، موضحة أن هذه المنظومة تضم حاليا 2 مليون و250 ألف أسرة، وقد بلغت تكلفة البرنامج منذ إطلاقه حتى الآن 21 مليار جنيه، 85% منها مقدمة من موازنة الدولة، و15% قرض من البنك الدولى حتى الآن، وستتحمل موازنة الدولة بداية العام المالى 2018 /2019 ميزانية تكافل وكرامة كاملة.

وأمر قاضى المعارضات لمحكمة دكرنس الابتدائية بشمال الدقهلية، بحبس محمود نظمى السيد، المتهم بقتل طفليه، 15 يوما على ذمة التحقيقات، ووجهت النيابة العامة للمتهم محمود نظمى السيد، والد الطفلين «ريان ومحمد»، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة تضليل العدالة، كما واجهت المتهم بجميع دلائل إدانته والفيديوهات المسجلة له بمحطة البنزين والتى وصلت إلى 32 فيديو، وتفاصيل مكالمته لزوجته «أم الأولاد» الصادرة من تليفونه المحمول بمحافظة دمياط.