الأنبا نيقولا أنطونيو: في الإيمان يتخلى الإنسان عن مشيئته وقناعاته الخاصة
موقع السلطةأدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، تحت شعار «الإيمان».
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن القديس غريغوريوس بالاماس، يُشير إلى أن الإيمانُ هو أوّلاً الثّقة المطلقة، والرّجاء المطلق بالإله الّذي نؤمن به، هذا ما يجعل الإيمانَ مسيرةَ تسليمٍ، يُخلي فيها الإنسانُ ذاتَه عبر تخلّيه عن مشيئته، وعن قناعاته الخاصّة؛ فيسلّمها لله، بروحٍ خاليةٍ من أيّ شكٍّ، أو تذمّر، إلّا أنّ هذا كلّه، ليس أمرًا سهلًا؛ إنّه يحتاج إلى إنكارٍ كبيرٍ لمحبّة الإنسان لذاته، ومقاومة كلّ ما يُغذّي أنانيّتَه.
أمّا أولئك الّذين يُهملون الإيمان، ويتّكلون على أعمالهم الحسنة فقط، ليعرفوا الله، فستكون معرفتُهم بشريّةً بالكامل: يعرفون شيئًا عقليًّا عن الله، لكن لن يعرفوه أبدًا كما هو. لا توجد لأعمال الإنسان، مكافأةً خاصّةً؛ إنّما تكتسب معنىً، وتُرضي الله، حين تُتمَّم عبر قوّة الإيمان المستقيم به.
موضوعات ذات صلة
بينما يقول يوحنا الذّهبيّ الفم: «حتّى الإيمان ليس منّا؛ بل هو عطيّةٌ من الله. واللّهُ، هو الّذي يضع الإيمان فينا، ويعطينا نقطةَ الانطلاق»، هذا وتأتي نقطةُ الانطلاق هذه، هي على صعيدين: الأول هو الصّعيد الشخصيّ، من خلال جهاد الإنسان للنّموّ في الإيمان، بينما الثاني هو الصّعيد العامّ، من خلال تجسيد هذا الإيمان مع إخوتنا البشر.
نقاوةُ الإيمان، تحتاج تواضعًا كثيرًا؛ التّواضع يُعطي الإيمانَ قوّةً، لتتّكلَ النّفسُ على الله، أكثر من اتّكالها على ذاتها، التّواضع يجعل تسليمَ الإنسان ذاتَه للمسيح مستطاعًا، مثل هذا يستحقّ أن يدخلَ المسيح لا إلى بيته الماديّ فقط، إنّما إلى بيت قلبه الدّاخليّ أيضًا، ويُحقّقَ له حاجاتِه من الخيرات المادّيّة، والرّوحيّة.