النقد الدولي يكشف: كيف تعود البلدان منخفضة الدخل لمسار ما قبل كورونا؟

أكد صندوق النقد الدولي تقريره السنوي 2021، إنه خلال عام 2019 كانت البلدان منخفضة الدخل تحرز تقدما ملحوظا نحو التقارب في الدخل مع الاقتصادات المتقدمة، غير أن جائحة كورونا وجهت ضربة عنيفة في هذا الخصوص للبلدان منخفضة الدخل، مما دفع عددا اخر من السكان بقدر 95 مليون نسمة إلى هوة الفقر المدقع في عام 2020 مقارنة بتوقعات ما قبل جائحة كورونا.

وأضاف التقرير أنه لايزال تكثيف جهود إنتاج اللقاحات وتوزيعها بأسعار في المتناول يمثلا أولوية رئيسية ولكن هناك حاجة أيضًا لدعم خارجي كبير، وتشير تقديرات الصندوق إلى أن البلدان منخفضة الدخل ستحتاج لـ200 مليار دولار بين العام الحالي وعام 2025 للاستجابة للجائحة ومبلغ قدره 250 مليار دولار للعودة إلى مسارها قبل الأزمة نحو التقارب مع الاقتصادات المتقدمة.

وأشار التقرير إلى أن تحقق سيناريو التطورات السلبية حيث يتباطأ التعافي العالمي قد يؤدي إلى إضافة 100 مليار دولار الى هذه الاحتياجات التمويلية، وتتطلب تلبية هذه الاحتياجات الإضافية اتباع منهج متعدد الأوجه، وستكون هناك أهمية بالغة لتنفيذ الإصلاحات الداخلية الرامية إلى زيادة الإيرادات وتحسين الحوكمة وكفاءة الإنفاق والإدارة المالية العامة بغية المساعدة في تسوية جوانب النقص الهيكلي في فرص الحصول على التمويل العام، وسوف تساعد هذه الإصلاحات كذلك في تعزيز التمويل المقدم من القطاع الخاص لاسيما في مشروعات البنية التحتية.

ولكن هذا لا يغطي الا جزء من الاحتياجات العاجلة للبلدان منخفضة الدخل، ولابد من توفير المنح والقروض المسيرة لسد هذه الفجوة، ويواصل الصندوق الاضطلاع بدوره في هذا حوالي 12 مليار دولار في 2020 الى جانب تقديم الدعم المالي الى 50 بلدا من البلدان منخفضة الدخل، غالبا من خلال أدوات التمويل الطارئ ومع انتقال البلدان إلى الترتيبات متعددة السنوات المستوفية لمعايير الشريحة الائتمانية العليا.