طبيب نفسي: الآباء مسؤولون عن تشويه نفسية أطفالهم
حشمت سعيد موقع السلطةالتربية السليمة للأطفال ومعرفة الطرق الأفضل في التعامل معهم منذ الصغر، هي العنصر الأهم، وحجر الزاوية في بناء نفسية طفل سوية بعيدة عن العنف وارتكاب الجرائم، ومن ثم التحليل النفسي لمثل هذه الجرائم يعد واحدًا من أهم العناصر التي يمكن أن تضع خارطة طريق، للأسرة بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام، تساعدهم في الحد من مثل هذه الظواهر.
في هذا الشأن، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن الطفل عادة ما يكون وليد التقليد، إذ أنه لن يقوم بأي فعل إجرامي أو غير إجرامي إلا لو كان رآه من قبل ومن ثم يقوم بتقليده، فعلى سبيل المثال، الطفلة التي قامت بحرق والدها، علمتُ منذ اليوم الأول أنها شاهدت مثل هذه الجريمة في أحد الأفلام أو المسلسلات التليفزيونية، وقامت بتقليدها فيما بعد.
وأشار «فرويز»، إلى أن الضغوط النفسية وسوء معاملة الأسرة لهذا الطفل وقلة الحنان الذي يحتاج إليه داخل هذه الأسرة، كلها عوامل أخرى تجعل الأطفال يلجأون إلى العنف في معاملاتهم مع غيرهم أو مع أفراد أسرتهم أنفسهم كما نرى في كثير من الجرائم التي أصبحت حولنا.
موضوعات ذات صلة
- عاجل.. المحميات تناشد عدم الاقتراب من «الحوت الأحدب» بمرسى علم
- عاجل.. مصرع «رجب أحلام» بتبادل إطلاق نار مع الشرطة بالفيوم
- طارق شوقي: التعليم القديم استنفد أغراضه ولابد من تطويره ليناسب العصر
- أول طعن فى انتخابات اتحاد القوة البدنية ومصارعة الذراعين (مستند)
- طارق شوقي: النظام التعليمي القديم استنفد أغراضه
- مصرع عامل في حادث تصادم بالمعصرة
- الأقدم في مصر.. أبرز المعلومات عن مجمع تمور الوادي الجديد
- الأحد.. انطلاق الدورة العربية السادسة عشر للجامعات العربية بجامعة جنوب الوادي بقنا
- جامعة جنوب الوادي تشارك في تكريم أوائل الثانوية العامة
- تأجيل محاكمة متهمي ”خلية المرابطون” لـ11 يناير
- عاجل.. كثافات مرورية بالطريق الرئيسي بدار السلام
- 45 حاله إزالة فورية وتحرير 20 محضر إشغال بأشمون
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن العاطفة هي أهم عنصر في عناصر تربية الأطفال، فكلما قام الأبوان بتربيتهما بالطريقة الصحيحة والتقرب منهم وهم صغار تمكنا من منع مشاكلهم في الكبر والحد منها، إذ تتلخص أزمتنا كلها في أمر واحد، وهو أن تربيتنا لأطفالنا منقوصة ولا يوجد بها أي عاطفة، وبالتالي يخرج أطفال للأسف الشديد بلا عاطفة، ومن ثم تتحول العلاقة إلى حالة آلية في التعامل تحكمها المصلحة،متابعًا «لك أن تتخيل أن يبحث الطفل عن ما هي المصلحة التي ستعود عليه من تعامله مع أبويه، فهي كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لأن العلاقة بهذا الشكل تحولت إلى علاقة مادية بحتة».
وأكد أن الأسرة ما هي إلا جزء من المجتمع، وهي أزمة أخرى لدى البعض ممن يعتقدون أنهم في جزر منعزلة عن من حولهم، ولا يفهمون أنهم جزء من هذا المجتمع، فمشكلتنا أن الكثير من أفراد مجتمعاتنا يعاني من هبوط ثقافي على كافة المستويات، سواء الثقافة الاجتماعية أو الدينية أو الأخلاقية أو السلوكية، وبالتالي يؤثر هذا كله في النهاية سلبًا على الأطفال.
تحديد سن الطفولة في القوانين المصرية أحد أهم الأمور، التي يرى «فرويز» ضرورة تغييرها وتحديدها بالشكل السليم الذي يتلائم مع حجم الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الأطفال، لافتًا إلى أن سن الـ 18 لا يجب أن يتم التعامل معه على أنه طفل لا يمكن محاسبته.
العقوبة لن تردع كبير أو صغير
واختتم «فرويز» حديثه قائلا: إذا أردنا حقًا أن ننتهج المنهج الصحيح في هذه المسألة وأن نحد من ظاهرة انتشار جرائم العنف من الأطفال في مجتمعنا، لابد وأن نعمل أولا على تربية هؤلاء الأطفال تربية سليمة وصحيحة تساعدهم على ذلك، فالعقوبة لن تردع الكبير أو الصغير، «لازم نربي أولادنا صح، ونبني مجتمع صح، وبعد كده كل مشاكلنا هتتحل، لكن نقعد نطلع قوانين عقوبات في كل حاجة فقط دون مراعاة عامل التربية السليمة والصحيحة فلن تجدي هذه القوانين نفعًا، لأن العقوبات عندما تحيط بيك لن يكون لها قيمة».
من جانبه، أكد الدكتور محمد هاني، استشاري العلاقات الأسرية، أن سبب انتشار الجريمة بين الأطفال على غير المعتاد، يرجع لسوء التربية وتخلي الأب والأم عن مهمتهم الأساسية في الحياة بتنشئة جيل سوي نفسيًا، وذرع فكرة «اللي يضربك اضربه» داخل الأطفال حتى أصبحوا عدوانيين، فضلًا عن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرعب والتي أفقدت الصغار براءتهم.