يونس شلبي.. صانع البهجة الذي لم يحضر جنازته فنان واحد
محمد شوقي موقع السلطةيونس إبراهيم محمد علي شلبي، مواليد 31 مايو 1941، مدينة المنصورة.. تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان أول دفعته، وتخصص في الأدوار المركبة، والمليودراما بعيدا تماما عن الكوميديا.
بدأ حياته الفنية بدوره الأهم في مسرحية مدرسة المشاغبين، التي كانت فاتحة خير على كل من شارك فيها، ثُم تلى ذلك مسرحية العيال كبرت، فكان دورا أهم وأقوى فتأكدت نجوميته وانطلق كالصاروخ في عالم الفن.
اتجه للسينما في بادئ الأمر ليقدم مجموعة أدوار صغيرة في أفلام كبيرة مثل أفلام «الكرنك، احنا بتوع الأتوبيس، وشفيقة ومتولي»، إلى أن قدمته السينما بشكل أكبر فكان بطلا متوجا في نصف أفلام الثمانينات، بل أصبح مطلب جماهيري ونجم شباك له كل الاعتبار فقدم في هذه الفترة ما يقرب من 77 فيلما تعد ذات طابع جماهيري تجاري.
موضوعات ذات صلة
من أهم هذه الأفلام «سطوحي فوق الشجرة، رجل في سجن النساء، مغاوري في الكلية، القفل، المخبر، العسكري شبراوي، الفرن، سفاح كرموز، هارب من التجنيد، عليش دخل الجيش، المشاغبون في الجيش، 4 2 4، الأرملة العذراء، نعيمة فاكهة محرمة، الحلال يكسب، العربجي، الشاويش حسن».
تعددت أدواره وكانت كلها رمزا للنجاح الجماهيري الساحق، فقد كان منافسا للزعيم عادل إمام، بل وتخطى سعيد صالح وسمير غانم، وأصبح رقم 2 بعد عادل إمام في شباك التذاكر، ويذكر التاريخ أنه صاحب أول فيلم يتجاوز إيراداته المليون جنيه في وقت كان أعلى إيراد نص مليون فكان فيلم «سطوحي فوق الشجرة» عام 1983، وكانت سابقة جديدة من نوعها في السينما المصرية وقتها.
كما قدم في المسرح أعمالا مسرحية أيضًا ذات طابع تجاري جماهيري باسمه من أشهر هذه الأعمال «الواد الجن والصول والحرامي»، ولكن لم يهتم بالمسرح كاهتمامه بالسينما عكس عادل إمام الذي وازن بين الاثنين معا أو سعيد صالح الذي أحب المسرح وأخلص له عن السينما.
وفي التليفزيون، قدم عدة مسلسلات لاقت النجاح الفني المطلوب مثل «وكسبنا القضية، مطلوب عروسة، وعيون المسلسل الأشهر له والذي قام فيه بدور «حيرم» مع فؤاد المهندس وسناء جميل»، وقدم أشهر أعماله الفنية على الإطلاق في التليفزيون في مسلسل «بوجي وطمطم» للأطفال ذلك المسلسل الذي ظل يعرض سنويًا ما يزيد على خمس سنوات، ويعد أحد أهم رموز شهر رمضان المبارك، وإذا تذكرت دراما شهر رمضان بجمالها وأصالتها تتذكر مسلسل «بوجي وطمطم».
عانى يونس شلبي في أيامه الأخيرة من تجاهل زملائه وأصدقائه إلى جانب المرض الذي داهمه وأقعده عن مواصلة عمله الفني، فقد تقدم به العمر، وأجرى أكثر من عملية في القلب، ولم يجد سوى أن يبيع أملاكه الذي ادخرها للزمن شيئًا فشيئًا، حتى نادت زوجته وأولاده الدولة أن تتكفل بعلاجه أسوة بزملائه الفنانين، ولم تستجب الدولة أو أي مسؤول آخر حتى أن أصدقاءه كانوا لا يتصلون به تليفونيا.
رحل يونس شلبي في 12 نوفمبر عام 2007، عن عمر ناهز 66 عامًا في مستشفى المعادي العسكري، بعد تجاهل تام من النقابة والأصدقاء، حتى أن جنازته لم يمشِ فيها فنان واحد رغم نجومية واسم وتاريخ يونس شلبي، وقلبه الصافي الذي يمتلئ بالحب للجميع.