ما اسم الله الأعظم الذى إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى؟
كتب أحمد عبدالله موقع السلطةورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة)، ومنها اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى.
أولا: ورد في خصوص "اسم الله الأعظم" عدة أحاديث، أشهرها:
1. عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي ” البَقَرَةِ ” وَ ” آلِ عِمرَانَ ” وَ ” طَهَ ”).
رواه ابن ماجه (3856) وحسَّنه الألباني في ” صحيح ابن ماجه ”.
2. عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ"، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى).
رواه الترمذي (3544) وأبو داود (1495) والنسائي (1300) وابن ماجه (3858)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
3. عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ”، فَقَالَ: (لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ).
رواه الترمذي (3475) وأبو داود (1493) وابن ماجه (3857)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ”.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.
” فتح الباري ” (11 / 225).
4. عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)، وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (الم. اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
رواه الترمذي (3478) وأبو داود (1496) وابن ماجه (3855).
والحديث ضعيف، فيه عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب، وكلاهما ضعيف.
ثانيًا: قد اختلف أهل العلم في "اسم الله الأعظم" من حيث وجوده على أقوال:
القول الأول:
إنكار وجوده أصلًا! لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله تعالى على آخر، وقد تأول هؤلاء الأحاديث الواردة السابقة فحملوها على وجوه:
الوجه الأول:
من قال بأن معنى ” الأعظم ” هو ” العظيم ” وأنه لا تفاضل بين أسماء الله تعالى.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقد أنكره قوم كأبي جعفر الطبري وأبي الحسن الأشعري وجماعة بعدهما كأبي حاتم بن حبان والقاضي أبي بكر الباقلاني فقالوا: لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض، ونسب ذلك بعضُهم لمالك؛ لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يُظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم: العظيم، وأن أسماء الله كلها عظيمة، وعبارة أبي جعفر الطبري: ”اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي: أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم، ولا شيء أعظم منه”، فكأنه يقول: كل اسم من أسمائه تعالى يجوز وصفه بكونه أعظم، فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم.
الوجه الثاني:
أن المراد بالأحاديث السابقة بيان مزيد ثواب من دعا بذلك الاسم.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقال ابن حبان: الأعظمية الواردة في الأخبار: إنما يراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك، كما أطلق ذلك في القرآن، والمراد به: مزيد ثواب القارئ.
الوجه الثالث:
موضوعات ذات صلة
- وصول دفعات جديدة من لقاح سبوتنيك V إلى الأرجنتين وبوليفيا
- قائمة برشلونة لمباراة غرنطة في كأس ملك إسبانيا
- بايدن يعين مصريا سوريا يهوديا مندوبا للشؤون الإيرانية
- قناة السويس: ندرس متغيرات سوق صناعة النقل البحري باستمرار
- على 3 دفعات.. الحكومة تستأنف سداد متأخرات دعم الصادرات
- 5 لاعبين مهددين بالرحيل عن الأهلي.. من هم؟
- مصرع مزارع سقط من أعلى نخلة أثناء تقليمها في سوهاج
- البنتاجون: إبقاء القوات بشبه الجزيرة الكورية في وضع الاستعداد
- إصابة رئيس ريال مدريد بفيروس كورونا
- تحت رعاية الكونغو.. إثيوبيا تطالب باستمرار مفاوضات سد النهضة
- علي جمعة يطالب الأوقاف بنظام جديد لتدريب الأئمة
- عاجل.. إغلاق المطار الدولي في ميانمار حتى منتصف العام
أن المراد بالاسم الأعظم حالة يكون عليها الداعي، وهي تشمل كل من دعا الله تعالى بأي اسم من أسمائه، إن كان على تلك الحال.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وقيل: المراد بالاسم الأعظم: كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقًا بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غير الله تعالى، فإن من تأتَّى له ذلك: استجيب له، ونقل معنى هذا عن جعفر الصادق، وعن الجنيد، وعن غيرهما.
القول الثاني:
قول من قال بأن الله تعالى قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم، وأنه لم يُطلع عليه أحدًا من خلقه.