محمود محيي الدين: الصين تتربع على قمة الدول في مجال البيانات عابرة الحدود

قال الدكتور محمود محيي الدين، الخبير الاقتصادي البارز والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، إن التخوف من الاستثمارات في مجال البيانات العابرة للحدود وتكنولوجيا المعلومات قد يكمن فقط في المنافسة الشديدة والخوف من أن تؤدي المنافسة الشرسة إلى فصل العالم إلى نظامين غير متوافقين، وهذا سيعقد الوضع في إمكانية الاستفادة من كل المستجدات، موضحًا أن الحدث الآن يدور حول أن البيانات العابرة للحدود تُعد الوقود الجديد أو النفط الجديد أو البترول الجديد.

وأضاف «محيي الدين»، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال، عبر «زوم»، في برنامج «90 دقيقة»، على شاشة «المحور»، أن المعوقات تظهر في قيادة عدة دول بمنع استخدام بعض التطبيقات مثل «تيك توك» في الولايات المتحدة الأمريكية، فضلًا عن وجود ضوابط مناعة لاستخدام التطبيقات ونظم البحث مثل ما يحدث في الصين، وهذا قد يكون لها بُعد سياسي وبعد تكنولوجي هذا النظام الدولي المتعدد الأطراف يرتبط بانسياب المعلومات والمعارف عبر الحدود.

وأشار الخبير الاقتصادي البارز والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، إلى أن الخشية هنا أن يكون هناك نظام متوافق مع النظام الأمريكي وقد يكون معه النظام الأوروبي أيضًا في مواجهة نظام من الدول الأخرى، «لازم العالم كله يستفيد منها، لو وضعت معوقات في الاستثمار الخاص بالبيانات العابرة للحدود سيكون هناك تكلفة اعلى في المعاملات، وتضارب أكبر وتشتت رقابي».

وأكد محيي الدين، أن مثل تلك المعوقات قد تؤثر بشكل كبير على بعض الأبحاث العلمية والتي انعكست على اللقاحات، فمن الممكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى تأخر الوصول إلى مثل هذه الأبحاث، وتعوق تدفق البيانات والاستثمارات المرتبطة بها، موضحًا أنه مثلما هناك 7 دول صناعية كبرى يجب أن ننظر للدول العشر المتقدمة في مجال البيانات والتكنولوجيا، والتي تأتي في المرتبة الأولى الصين في مسألة البيانات عبر الحدود، وتأتي من بعدها الولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا، وهما مجتمعان يساويان الصين.

وأوضح المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن بعد هذه الدول تأتي الهند وسنغافورة والبرازيل وفيتنام وروسيا وألمانيا واليابان، مؤكدًا أن الدول التى ستتقدم في هذا المجال ستكون من ضمن الدول ذات اقتصاد قوي عالميًا، حيث إن الصين تنافس في مجال الجيل الخامس والتغيرات المناخية، وهذه استثمارات هائلة.