صحيفة: مصر حجمت دور تركيا في شرق المتوسط
كتب أحمد المالح موقع السلطةقالت صحيفة "جريك سيتي نيوز" اليونانية، إن تركيا أصبحت معزولة عن الأوروبيين والعرب كما لم يحدث من قبل، والسبب في ذلك هو عداؤها مع مصر التي كونت تحالفًا قويًّا مع دول شرق المتوسط.
وتابعت الصحيفة أنه في الأسبوع الماضي أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، عن حزنهما لرفض مصر توقيع اتفاقية بحرية مع تركيا فيما وقعتها مع اليونان.
وأضافت أن جاوويش أوغلو قال إن مصر واليونان لا تشتركان في حدود بحرية، وأن اتفاقهما غير قانوني، ثم حث الحكومة المصرية على التفاوض على صفقة مع تركيا تضمن نتائج أفضل من تلك التي وقعتها مع اليونان.
وأشارت إلى أنه كان من الممكن قبول مثل هذا العرض في الظروف العادية مع دولة محترمة، حيث إن كل دولة ترغب في الحصول على اتفاقية بحرية أفضل، ولكن مع الحكومة التركية المعادية الحالية، فإن مصر بالتأكيد لن تخاطر بصفقتها الحالية مع اليونان، وهي دولة موثوق بها، شريك وجار، من أجل صفقة مع عدو واضح.
وأكدت الصحيفة أنه منذ عام 2013، أصبحت تركيا ملاذًا لأعضاء الإخوان المسلمين الذين فروا من مصر بعد احتجاجات يونيو 2013، ومن إسطنبول يهاجم هؤلاء الإسلاميون الحكومة المصرية ويدعون خلاياهم الإرهابية المخفية لقتل ضباط الشرطة والجنود.
وتابعت أنه علاوة على ذلك، تعمل عدد من القنوات التليفزيونية والمنصات الإخبارية من تركيا بهدف واحد وهو زعزعة استقرار أمن مصر والإضرار باقتصادها، كل هذه الحملات الممنهجة ضد مصر تتم بلا شك بأوامر مباشرة من أردوغان ورفاقه الإسلاميين الذين كانوا يحلمون بالسيطرة على مصر عندما حكم الإخوان البلاد من عام 2012 حتى الثورة الشعبية في عام 2013 التي أطاحت بهم وأنهى محمد مرسي تطلعات أردوغان إلى الأبد.
وأكدت الصحيفة أن مصر لم تقف صامتة أمام المحاولات التركية لزعزعة استقرارها وعززت من حماية حدودها الغربية، وأنشأت تحالفًا مع دول شرق البحر المتوسط، وعلى الرغم من أن تركيا تتناسب جغرافيًا مع هذا المنتدى، فقد تم استبعادها منه، وهذا تذكير آخر بمدى عزلة أردوغان عن الساحة الدولية بسبب سياساته الهجومية ضد جميع دول المنطقة تقريبًا.
وأشارت إلى أنه لم يعد سرًّا بعد الآن أن تركيا أصبحت منعزلة، قبل أيام قليلة، كتب السفير التركي السابق لدى واشنطن نامق تان مقالًا عن سياسات أردوغان الفاشلة التي أدت إلى ما يسميه تان "العزلة الدبلوماسية لتركيا".
ويعتقد السفير السابق أن "قرارات السياسة الخارجية التركية تتخذ على أساس اعتبارات سياسية قصيرة المدى، بهدف إنقاذ الموقف ولأغراض الاستهلاك الداخلي".
وبعبارة أخرى، يخاطر أردوغان بإلحاق الضرر بعلاقات تركيا الدولية لإرضاء جمهوره، على الرغم من أن مثل هذا النهج يعني انهيار الاقتصاد والعزلة الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الاتحاد الأوروبي غاضب من انتهاكات أردوغان المستمرة بعد سنوات من الصمت والتهدئة.