الفنان أحمد سالم أول مَن نطق «هُنا القاهرة»: امتلك طائرة خاصة عام 1931.. وتسبب في طلاق ليلى مراد
محمد شوقي موقع السلطةالفنان أحمد سالم شخصية لا تتنازل بسهولة عن المركز الأول، لم تقبل طيلة عمرها أن تأتي وصيفًا لأحد.. أول مذيع مصري في الإذاعة المصرية، أول من نَطق «هنا القاهرة»، أول مدير لأهم وأعرق استديوهات الشرق الأوسط، بل كان أول طيار مصري قاد طائرته الخاصة وعمره لم يتجاوز الواحد والعشرين.
صاحب أول فيلم مصري ناطق .. أنشأ مسجدًا داخل المسرح ومنع التدخين وشرب الخمور
صديقا للكبار، ومنافسًا،.. صادق الملك فاروق، ونافسه في «الشياكة»، فارتدى أحدث الموديلات واقتنى أحدث السيارات، والطريف أن لم يترك الملعب للملك مُنفردًا في «عشق الجنس الناعم»، والأنكى من ذلك أنه تحداه عندما أنتج فيلم لاشين، وتدور قصته حول حاكم مستبد فاسد يهوى «النساء».. وفعل كل ذلك في 39 عامًا بعد أن وافته المنية صغيرًا في 1949.
موضوعات ذات صلة
أحمد سالم، المولود في 20 فبراير 1910، في قرية أبو كبير بمحافظة الشرقية، سافر إلى انجلترا لدراسة الهندسة، تركها ودرس الطيران، وعاد إلى مصر في 1931 قائدًا لطائرته الخاصة، التي اشتراها للعودة، بسبب خوفه بعد أن تعرض لأكثر من حادث كان من الممكن أن يودي بحياته.
طلعت حرب كلمة السرعُين مهندسًا لشركات أحمد عبود باشا، وبسبب روحه المتمردة، رغم شهادة الجميع له بالتميز، ترك المهنة، وعمل مديرًا للقسم العربي بالإذاعة المصرية في 1932، وكان أول من نطق «هنا القاهرة» التي نسمعها حتى وقتنا هذا.
ظل «سالم» يقدم في الإذاعة عُصارة فكره، وقدم برنامج «ما أسعد المستمعين»، ولكن لم تكن وسائل التسجيل موجودة لتحافظ على كل ما يذاع.
«سبيرو سباتس» أصل «الكازوزة» في مصر .. قصة مشروب بنكهة الزمن الجميل
تمرد مجددًا، عندما ذهب كمذيع إلى حفل بمناسبة نجاح شركات بنك مصر، أقامه الراحل طلعت حرب، الذي أُعجب بذكاء المذيع الشاب، وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما وبناء استوديو كبير يكون مصريا خالصا، فتركهًا مُغامرًا.
تفرغ لبناء صرح السينما المصرية، فبنى ستوديو مصر، وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاج ستوديو مصر فيلم وداد لأم كلثوم، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك.. ووثق فيه طلعت حرب فأسند إليه- بجوار عمله في ستوديو مصر- المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر.
الملك فاروق.. «الصديق» ينقلبشاع في الأوساط الفنية عن علاقة صداقة ربطت بين الملك فاروق، وأحمد سالم، حتى أنه كان ينافس الملك في ارتداء أحدث موديلات «البدل» والملابس العالمية، واقتناء أفخم السيارات، إلى أن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.
سامية جمال.. الراقصة التي اشترطت أن يكون مهرها «مسجد».. عشقت الملك.. وأسلم آخر على يدها
في 1938.. أنتج ستوديو مصر فيلما باسم «لاشين» وقصته عن حركة شعبية ثورية ضد حاكم مستبد فاسد يهوى النساء غارق في شهواته، نجحت في عزله.. وعندما علم الملك فاروق، طلبوا من سالم تعديل السيناريو حتى تكون النهاية في صالح الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، ولكنه رفض، واستقال من كل المناصب متمسكًا برأيه.
مَن «لاشين»؟كان فيلم «لاشين » فكرة أخذها «سالم» وكتب السيناريو فريتز كرامب وأحمد بدرخان، وحوار الفيلم كان من نصيب أحمد رامي، وأخرجه كرامب، مونتاج نيازي مصطفى، وبطولة الفنان حسن عزت، حسين رياض ونادية ناجي.
مسيحي حفظ القران كاملًا .. طردته عائلته وألقت عليه «الزبالة» بسبب الفن
الفنان احمد سالم زوج اسمهانتزوج سالم 5 مرات، خيرية البكري، وأمينة البارودي، ومن أجمل وأهم 3 نجمات في الأربعينيات؛ أسمهان وتحية كاريوكا، ثم مديحة يسري، وأنجب ابنة واحدة من «البارودي».
الفنان احمد سالم زوج تحية كاريوكايُشاع أن «كاريوكا» كنت تحبه وتغار عليه لدرجة أنها كانت تغلق عليه الباب حتى لا يخرج، واكتشف ايضًا «الدنجوان سالم» كاميليا، وقدمها للجمهور و الصحافة العربية وتنازل عنها ليوسف وهبي مقابل ثلاثة آلاف جنيه؛ ليقدمها في فيلم «القناع الأحمر» عام 1946 رغم قصة الحب الكبير الذي جمع بينهما.
عبد الغني السيد.. الاستورجي الذي طلق ابنة وزير الحربية بأمر الملك.. وهزم عبد الوهاب مرتين حيًا وميتًا
رصيد «سالم» السينمائيقدم للسينما العربية أكثر 15 فيلما سينمائيا، وكان منتجا ومؤلفا ومخرج وممثلا، ومن هذه الأفلام (دنيا- المستقبل المجهول- المنتقم- أجنحة الصحراء- حياة حائرة)، لكن أشهر هذه الأفلام والوحيد العالق في ذهن الجماهير هو فيلم «الماضي المجهول»، أمام ليلي مراد عام 1946 والذي كان سببًا في طلاقها من أنور وجدي (الطلقة الأولي).
وفاة الفنان احمد سالمبدأت الأزمة، عندما نشبت مشاجرة بينه وبين أسمهان، زوجته في ذلك الوقت، حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر، ما جعله يرفع عليها مسدسه ويطلق عليها الرصاص، فاستنجدت صديقتها بالشرطة، وعندما أتت، حدث شجار بين سالم وضابط شرطة، تبادلا بعدها إطلاق الرصاص، فأصيب سالم برصاصة بجوار قلبه، ويُعالج منها، ولكن ظلت تؤلمه حتى 1949، حين دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية انتهت بنهاية عمره، ليرحل في عامه التاسع والثلاثين.