الجارديان: بعد تنظيف بيروت حان الوقت لمعاقبة المسئولين
وكالات موقع السلطةقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إنه بعد الانتهاء من عمليات تنظيف بيروت، إثر حادث انفجار المرفأ، من المتوقع حدوث احتجاجات كبيرة لمعاقبة المسئولين، خاصة الفساد الذي مهد الطريق لواحد من أكبر الانفجارات غير النووية التي شهدها العالم على الإطلاق.
وذكرت الصحيفة أن سكان بيروت يريدون إجابات عن أسئلتهم ومعرفة من المسئول عن الانفجار، الذي راح ضحيته أكثر من 150 شخصًا، وأصيب نحو 5000 وما زال 60 على الأقل في عداد المفقودين، وفقًا لما أوردته وزارة الصحة اللبنانية.
فيما أشارت الصحيفة إلى أن زوجة السفير الهولندي في لبنان كانت من بين ضحايا الانفجار، حيث قالت وزارة الخارجية الهولندية إن هيدويج والتمانز موليير، والتي تبلغ من العمر 55 عامًا، توفيت بعد إصابتها بجروح خطيرة جراء الانفجار بينما كانت تقف في منزلها في بيروت.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع تلاشي الغبار من الانفجار، بدأت آثار مرفأ بيروت السياسية في الظهور، حيث يهدف كل طرف لتسييس الموقف لصالحه.
عانى لبنان منذ أشهر من الغضب الشعبي، نتيجة الانهيار الاقتصادي السريع في البلاد، والذي أدى إلى تقويض قيمة العملة الوطنية وتدمير مدخرات حياة المواطنين بين عشية وضحاها.
وأطاحت الاحتجاجات الجماهيرية العام الماضي برئيس الوزراء في نهاية المطاف، لكن النظام الذي ترأسه ظل على حاله تقريبًا، وفي مواجهة الضغوط الاقتصادية وفيروس كورونا تلاشت الاحتجاجات.
وبعد حادثة تفجير مرفأ بيروت، أصبح الشعب مشحونا مرة أخرى من النخبة الحاكمة، ومن المتوقع أن يكون الإقبال كبيرًا في مظاهرات اليوم السبت.
من جانبها، قالت حياة ناظر الناشطة التي ساهمت في مبادرات التضامن لضحايا الانفجار: "اليوم هو أول مظاهرة منذ الانفجار، وهو انفجار يمكن أن يموت فيه أي منا، هذا هو أكبر تحذير للجميع الآن أنه ليس لدينا أي شيء نخسره بعد الآن، يجب أن يكون الجميع في الشوارع اليوم، الجميع".
يذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون كان قد تعهد، يوم أمس الجمعة، بتقديم جميع المسئولين عن الانفجار إلى العدالة بغض النظر عن مناصبهم.
ومع ذلك، فإن قلة في بيروت لديهم ثقة في أن الحكومة التي سمحت لمخزون هائل من المتفجرات القاتلة بالبقاء لسنوات في أكواخ واهية في قلب بيروت يمكن الوثوق بها للتحقيق في الحادث.