تقرير أمريكي: صحراء مصر وراء نهضة الحضارة الفرعونية
وكالات موقع السلطةأكد موقع "هرياتج ديلي" الأمريكي، أن العلماء يعتقدون أن المواد الخام الطبيعية المنقولة من الصحراء الليبية في الغرب، والصحراء العربية الأصغر بكثير في الشرق ساهمت في صعود الحضارة المصرية.
وقام باحثون من المتحف الأثري في بوزنان بدراسة مختلف النقوش والصور والرموز المنحوتة في صخرة الصحراء، والتي تغطي جدولا زمنيا على مدى ألف سنة في واحة الداخلة وحولها.
وتشير هذه النقوش إلى أنه تم إرسال القوافل في بعثات لنقل المواد الخام عبر الصحاري الشاسعة قبل أكثر من 5000 عام أي قبل إنشاء الدولة الفرعونية، وخلال العصور الفرعونية لبناء الآثار والمقابر العملاقة التي أقامها المصريون القدماء.
وأحد هذه المواقع هو تلة تقع جنوب غرب واحة الداخلة، والتي تحتوي على نقوش مختلفة تشير إلى أن القوافل أرسلت من قبل حكام مثل خوفو، (الفرعون الذي كلف ببناء الهرم الكبير الشهير في الجيزة) من أجل الحصول على المواد الخام المعروفة باسم "ميفات".
وقال دكتور باويك بولكوفسكي من المتحف الأثري في بوزنان: "نشك في أنها واحدة من الصخر الزيتي في المنطقة، غنية بأكاسيد الحديد، ربما تستخدم للحصول على مسحوق للأصباغ الحمراء، والتي يمكن استخدامها بدورها للتزيين في المقابر."
وسيطر الفراعنة على الواحات الأكبر في الصحراء الغربية وهب الداخلة والخرجة خلال الدولة القديمة (في الوقت الذي أقيمت فيه الأهرامات)، مع تحول المناطق إلى مصدر أساسي للمواد النادرة مثل زجاج الصحراء الليبية والنحاس.
وفي العقود الأخيرة، اكتشف علماء الآثار عدة أماكن في الصحراء الليبية يشيرون إليها كمحطات توقف.
وكان نظامًا أصغر (تقريبًا كل 30 كم) وأكبر (تقريبًا كل 90 كم) مع محطات تزود المسافرين بالمياه وأعلاف الحيوانات.
وقد استخدمت هذه المحطات منذ عدة آلاف من السنين وسمحت بالاتصال بين الداخلة وجبل العوينات.
وقال بولكوفسكي: "النحاس المستخدم في تصنيع الأدوات، والذي كان ضروريًا لمعالجة الكتل الحجرية لبناء المعابد والأهرامات تم الحصول عليه من شبه جزيرة سيناء أو النوبة البعيدة في جنوب مصر ولولا هذه المواد والموارد الأخرى، لكانت هذه الحضارة تبدو مختلفة تمامًا".